الملحق الثقافي- سلمى جميل حداد:
بصوت المطر أناديني كلما انتظرت
أنا سيدة ذاتي
وأمة لكل فكرة فيها تمنعت……
أتلبد فوقي كغيمة ملء مساماتها الحياة
أفتش عمن يتقن مثلي
فن العطاء وعزلة التفكير.
نبت على جانب الطريق
رحيلاً بعد غياب
وغياباً بعد رحيل
وامتلأت بجسدي المنهك وأقدام العابرين
سأخبر الطريق بنصف الحقيقة
ولسوف أقضم كالخبز الناشف
نصفها الآخر
وألقي بفتاتها إلى عصافير السبيل
لا مطلق في الحقيقة
لا لا لا مطلق في الحقيقة.
طفوت فوق جسدي القريب
أراقب ذاتي البعيدة……..
مساحات فارغات
تؤوي أبناء صمت مبحوح
وصناديق بريد تاه في ريقها
صمغ الرسائل
الهواء ساخن ساخن……
سأخلع خوفي قبل أن يخبرني
أرى قلباً شقه العطش
يجثو على ركبتين من ماء
اقترب منه بحذر وأغض الطرف
هو عار……
عار كما ولدته أمه الصحراء
ماذا تفعل يا قلب وحيداً
هناك على درب التبانة؟؟؟؟؟؟
طفوت فوق جسدي البعيد
أراقب ذاتي القريبة
أشم رائحة حطب
تشبه مشوي الانتظار
ترسم على جدران الفضاء
خيمة من دخان
نصبها الرحيل وفيها مكث الغياب
أكثر من ألف عام
تتشابه فيها الساعات
حين تنجب دقائقها الستين
والدقائق حين تنجب ثوانيها الستين
ولا أشبه فيها نفسي العائمة
بين قريتي البعيدة وبعيدي القريب.
ضللت الطريق إلى جسدي
من انقسمنا إلى نصفين
وتركته جالساً هناك ينتظر الفراغ
لعله كبر في غيابي فافذة وقياسين
لعله تحول في غيابي
إلى شقة وحيدة يسكنها الغرباء
أو مقبرة ينام فيها موتى
لا يتشمسون ولا يحلمون
أنا جملة فعلية لا اسم فيها…..
سمني ما شئت من معاجم الأسماء
أنا جملة اسمية لا فعل فيها……..
في كل يوم
أنسى أن أموت ولا أعيش
في كل يوم أنسى أن أكون ولا أغيب
في كل يوم
أعانق بذعر ظلي ونلتصق بالتراب.
العدد 1185 –16-4-2024