الثورة – دمشق – مازن جلال خيربك:
على غرار شقيقه الأكبر عالمياً، يستمر الذهب في تحطيم أسعاره القياسية في الأسواق السورية، فكلما وصل الغرام إلى سوية سعرية، استغرب الجميع وأكّد بأنها المرة الأولى في تاريخ البلاد التي يصل فيها سعر الغرام إلى هذه السوية ليعاود في اليوم التالي الارتفاع ولتعاود الأصوات الاستغراب والتأكيد، في ملحمة عبثية من الكلام كون الغرام بات مرتبطاً بشكل شبه كامل بسعره عالمياً لتجاوز المتغيرات والتطورات العالمية كل ما هو جارٍ على المستوى المحلي.
– أشواط مقطوعة..
وبجردة حساب سريعة يتضح بشكل جلي أن الأسعار لا ترتفع بل تقفز قفزاً تبعاً للأونصة العالمية التي تقفز هي الأخرى بكل رشاقة وثقة ضاربة بعرض الحائط كل ما أُسست عليه الأسواق من نواميس منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، وبالأرقام فقد بلغ سعر غرام الذهب يوم أمس في الأسوق السورية 939 ألف ليرة سورية محققاً بذلك ارتفاعاً بلغ 23 ألف ليرة سورية خلال 24 ساعة فقط مقارنة باليومين الذين قبله (الأحد والسبت) حين كان سعر الغرام 916 ألف ليرة سورية تأسيساً على سعر الأونصة يوم أمس والتي بلغت 2355 دولاراً، ولا يغيب عن الذهن أن سعر 916 ألف ليرة للغرام كان سعراً مستقراً لنحو أسبوع من الزمان تقل قليلاً كون تلك الأيام كانت عطلة عيد الفطر بعد شهر الصوم وكذلك عطلة أخرى.
– محطّات مشهودة..
أما ما أهّب الذهب للارتفاع خلال أيام قليلة بقفزات كبيرة فهو الارتفاع الكبير الذي وُصف بأنه غير مشهود مسبقاً على المستوى العالمي حين بلغ سعر الأونصة في تداولات البورصات العالمية 2355، وقبلها بيوم واحد أي في الاثنين (8/4/2024) فقد كان سعر الغرام أقل بنحو 6 آلاف ليرة مسجلاً 910 آلاف ليرة، في حين كان سعر الأونصة يومها مرتفعاً، كذلك عند مستوى 2338 دولاراً للأونصة الواحدة، ولكن اعتدال الطلب نسبياً لم يؤجج أسعار الذهب في الأوساط المحلية تبعاً للعالمية، وإنما كان رفعا تحوطيّا في البورصات لطلب ضخم محتمل (تماماً كما يفعل التجار والمستوردون والباعة في بلادنا حينما يسعّرون بضائعهم على أساس سعر صرف أعلى بنحو خمسة إلى عشرة آلاف عما هو سعر الصرف في يوم البيع تحسباً لارتفاع مقبل، فيكون التاجر رابحاً على كل الصُعُد، والمواطن من يدفع ربحه في غياب أي رقابة او متابعة).
– حجر الزاوية..
نقطة التحول.. أقنعت الجميع عالمياً بأن الذهب يمكن أن يستمر بالارتفاع ويحقق المكاسب رغم ارتفاعه غير المبرر كانت في يوم 6/4/2024 حينما ارتفعت الأونصة في تداولات البورصات إلى سعر 2334 دولاراً، وهو سعر وُصف بأنه الأعلى تاريخياً كما أنه سعر يُسجّل لأول مرة في تاريخ تعاملات الذهب، أما قبلها بيومين اثنين فكانت الأوضاع مازالت توحي بأمل الانخفاض حين بلغ سعر الغرام 893 ألف ليرة محلياً، والأونصة مرتفعة لتصل إلى 2296 دولاراً، أي إنها لم تتجاوز عتبة 2300 دولار، وبيوم واحد سابق لهذا الكلام (3/4/2024)، كان سعر الغرام 887 ألف ليرة أي إنه ارتفع خلال يوم بمقدار 6 آلاف ليرة مرة واحدة، في حين كان سعر الأونصة يومها لم يتجاوز 2275 دولاراً، وقبلها كذلك بيوم واحد (في يوم 2/4/2024) كان سعر الغرام 882 ألف ليرة سورية، أي إنه في اليوم التالي حقق ارتفاعاً بلغ 5 آلاف ليرة في يوم وبحسبة يومين اثنين فقط يكون الغرام محلياً قد حقق ارتفاعاً بلغ 11 ألف ليرة سورية.
– المهنة في خطر..
بالنتيجة لا يمكن إنكار العوامل الدولية في تحديد سعر غرام الذهب، ولا يمكن كذلك إنكار ما يعتري السوق المحلية من ركود نتيجة انعدام القدرة الشرائية لدى المواطن، ولاسيما أن ما من بصيص أمل ينذر بتحسّن في المداخيل أو حتى بجبهات عمل جديدة لكل المهن وليس لفئة منها، الأمر الذي يعني ما كانت صحيفة الثورة قد نشرته من قبل.. أن هذه المهنة التراثية (الصياغة) في خطر.