الثورة – علا محمد:
في هذا التوقيت من كل عام منذ ثمانية أعوام حتى الآن يبدأ ربيع الإبداع وتتفتح معه زهور التميز عند أطفالنا واليافعين في مسابقة تحدي القراءة العربي، التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، المسابقة التي أثبتت فيها سورية أنها بلد الحضارة وأنها لا تنهزم وستعمر وتشمخ بعقول أبنائها بعد أن كان لها حصة كبيرة في التميز بها عندما حصدت شام البكور المرتبة الأولى في موسمها السادس، ونعمى رجوب المرتبة الثانية في موسمها السابع،
والآن جميع المحافظات تستعد للتصفيات الأولية للموسم الثامن على مستوى المدارس وبهمة المنسقين والطلاب المشاركين، بعد أن وزعت عليهم جوازات التحدي التي سيقدمون من خلالها ثمار عقولهم المبدعة، حيث سيتدرج المتسابقون عبر خمس مراحل، تتضمن كل مرحلة قراءة عشر كتب وتلخيصها في كراسات خاصة تسمى “جوازات التحدي” بعد الانتهاء من القراءة والتلخيص، ثم تبدأ مراحل التصفيات وفق معايير معتمدة، وتتم على مستوى المدارس والمناطق التعليمية ثم مستوى القطر وصولاً للتصفيات النهائية التي تُعقد في دولة الإمارات.
مشرفة التحدي في مدرسة الثورة بمحافظة طرطوس المعلمة زينب يوسف بينت لـ”الثورة” دور ومهام مشرف التحدي التي تبدأ من تعريف التلاميذ بمراحل المسابقة وكيفية الاشتراك بها ثم التسجيل والاشتراك في المسابقة على الموقع الرسمي لها وملء البيانات المطلوبة.
مضيفة :”بعد ذلك يبدأ التنسيق مع إدارة المدرسة لتوفير القصص والكتب المستوفاة للشروط المطلوبة والتواصل مع المجتمع المحلي لاستدراك النقص في عدد القصص في حال وجوده سواء بالاستعارة أو الزيارات الميدانية للمراكز الثقافية والمكتبات، بالإضافة إلى استكمال متابعة جوازات التحدي للمتسابقين مع التوجيه والدعم الكافي والتواصل الدائم مع أولياء الأمور ولجنة المحكمين، ثم تكليف المتسابقين بقراءة القصص وإعادة صياغتها بأسلوب جديد”.
ولفتت إلى أنها كمشرفة تحدٍ تسعى لتوظيف المكتبة وإثرائها لخدمة المسابقة، وهذا يتطلب القيام بزيارات ميدانية لمراكز ثقافية ومكتبات عامة.
وقالت:” نعمل كمشرفين على مراقبة المشتتات التي تعيق انتباه واندماج المتسابقين في المسابقة وتفريغ التوترات وتقديم الدعم المعنوي لهم وتشجيع العمل الجماعي الذي يقوم على التعاون لخلق مناخ مناسب، ثم نقوم بوضع خطة وأخذ تعهد من المتسابقين لتنفيذ تلك الخطة ونكمل معهم بالتحفيز والتشجيع للاستمرار في مراحل المسابقة ومتابعة ما أنجزوه خلال مراحل المسابقة، واختيار الكتب المناسبة لمراحلهم العمرية وتصويب الأخطاء.”
أما عن التقييم واختيار الفائزين على مستوى المدرسة للجولة القادمة أوضحت المشرفة يوسف أنه بعد اجتياز وإنهاء الطالب المشارك للجوازات الخمسة بمعدل 50 تأشيرة، يتم التقييم من قبل لجنة المحكمين على مستوى المدرسة وفق مصفوفة نقاط معتمدة تشمل عدة محاور وجوانب أهمها المهارات اللغوية أي استيعاب المتسابق للمقروء، وعرض محاور الكتاب الأساسية والدروس المستفادة وربطه بالواقع وتنظيم الأفكار بشكل مترابط، والجانب الآخر يشمل الصفات الشخصية للمشارك من حيث تدفق الحديث ووضوح الصوت وإجادة الإلقاء والتعبير باللغة السليمة والضبط الصحيح ولغة الجسد والثقة بالنفس، بالإضافة إلى التنوع بالمعارف المكتبية بالقراءة لعدة مؤلفين ولأكثر من دار للنشر ومن خلال هذه المحاور وبالاعتماد على مصفوفة النقاط يتم تحديد الفائز للجولة المقبلة.
ولدى سؤالنا عن شروط الكتاب المقروء ونوع الكتب التي تقبل في المسابقة أكدت أن جميع الكتب التي تقدم المعارف العلمية (العلوم، الطب، والفلك) والأدبية (القصص والروايات العالمية) هي كتب مقبولة ويمكن الحصول عليها من مصادر متنوعة مثل مكتبة المدرسة أو المكتبات العامة ومكتبات الأصدقاء أو المكتبة الإلكترونية.
أما عن شروط الكتاب المقروء فيجب أن يكون مكتوباً باللغة العربية، أو مترجماً إليها ، ويكون الكتاب من حيث عدد صفحاته ملائماً للمرحلة العمرية للمشارك على النحو الآتي:
• المرحلة الأولى: الصفوف من الأول إلى الثالث، وعدد الصفحات المقترحة من(5-20)صفحة
• المرحلة الثانية: من الرابع إلى السادس، وعدد الصفحات المقترحة من(21-30 )صفحة.
• المرحلة الثالثة: من السابع إلى التاسع، وعدد الصفحات المقترحة من (31-50 )صفحة.
• المرحلة الرابعة: من العاشر إلى الثاني عشر، وعدد الصفحات المقترحة من (51-100)صفحة.
علماً بأن الأعداد السابقة هي أعداد مقترحة، يسترشد بها المشرفون ولا تشكل قيداً لهم، ويمكن النظر إليها على أنها الحد الأدنى المقترح.
وهناك قراءات لاتنطبق عليها الشروط وهي القراءة في الصحف والمجلات والقصص الواردة في المناهج الدراسية، وكذلك دواوين الشعر لا يمكن إدراجها كتأشيرة لصعوبة تلخيصها.
وأكدت مشرفة التحدي أن الأجواء إيجابية وهناك إقبال كبير للمشاركة في التحدي والتنافس إيجابي لإنهاء قراءة وتلخيص الجوازات الخمس في جو من الحماسة والمحبة والأمل.
بدوره منسق تحدي القراءة العربي لمحافظة طرطوس ضياء شاش أكد أنه منذ بداية الموسم الثامن من تحدي القراءة العربي قام بالتعاون مع مديرية التربية بتعميم كتب رسمية للتشجيع على المشاركة بتحدي القراءة، وتعميم ثقافة المطالعة بين التلاميذ وبين دوره كمنسق ومشرف على المسابقة في المحافظة الذي يتضمن التواصل مع مشرفي التحدي بالمدارس وتشكيل لجان متابعة على مستوى كل مدرسة وأيضاً مساعدة المشرفين لتسجيل المدارس والطلاب على موقع التحدي، وشرح أهم التفاصيل المتعلقة بالتحدي، بالإضافة إلى عدد من الزيارات الميدانية لعدد من مدارس المدينة والريف كما تم تشكيل لجان متابعة على مستوى المديرية والمجمعات.
وقال شاش: “أطلقنا من بداية الموسم مجموعة “مجتمع” على “الواتس آب” يضم مجموعات للمشرفين والأهل والطلاب لإبلاغهم بأهم التفاصيل المتعلقة بالتحدي، بالإضافة لتبادل الكتب الإلكترونية، وإطلاق قناة على التلغرام جمعنا فيها أهم التفاصيل المتعلقة بالتحدي وفسحنا المجال للتلاميذ لعرض مواهبهم في الإلقاء ونشر مقاطع لهم على صفحات تربوية، كبُناة الأجيال وغيرها.
كما تم التعاون مع المراكز الثقافية لاستعارة الكتب وموجود عدة مبادرات لإعارة الكتب مجاناً من مكتبات خاصة”.
واشار إلى وجود ملتقى ” اقرأ معنا” لإعارة الكتب برسوم رمزية، وحالياً تم توزيع الجوازات على المدارس والطلاب الذين ختموا الخمسين كتاباً.
ونوّه شاش بالفارق الواضح مابين العام الماضي والحالي الذي أثبت النشاط الكبير وزيادة المشاركة في تحدي القراءة العربي، فمن ٦٥ مدرسة مشاركة العام الماضي في محافظة طرطوس إلى ٢٣٠ مدرسة ومن ٤٨٠٠ طالب وطالبة مشاركين إلى ٣٠ ألفاً هذا العام، وأن التحكيم في المرحلة الأولى على مستوى المدارس سيجري في نهاية شهر نيسان الحالي.
