الثورة – أسماء الفريح:
جددت روسيا التأكيد على أن قرار الولايات المتحدة تخصيص مساعدات عسكرية جديدة لكييف يعني إجبارها على القتال حتى آخر أوكراني إلى جانب إبقائها في عبودية ديون لا مخرج منها.
وقال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين عبر قناته في تيلغرام : “بقرارها، تجبر الولايات المتحدة أوكرانيا على القتال حتى آخر أوكراني، مما يؤدي في النهاية إلى دفن الاقتصاد وحرمانها من المستقبل.. لكن هذا لن يغير الوضع في ساحة المعركة”.
وأوضح أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يخفي حقيقة أن الأموال المخصصة ستذهب في المقام الأول إلى الشركات الأميركية أي أنه حتى الأموال التي تصل إلى كييف يجب إعادتها.
ووافق مجلس النواب الأميركي أمس على مشروع قانون حول تخصيص مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار تقريبا.
من جانبها, قالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم إن “النخب الحاكمة في الولايات المتحدة، بغض النظر عن انتماءاتها الحزبية، مستعدة لتزويد النظام في كييف بالأسلحة حتى يتمكن من القتال حتى آخر أوكراني، ومواصلة، من بين أمور أخرى، الهجمات الإرهابية على أهداف مدنية على الأراضي الروسية”.
وأضافت أن “تصرفات الولايات المتحدة باعتبارها طرفا فعليا في الصراع ستتلقى ردا حاسما، والبيت الأبيض لم يعد يراهن على النصر الأسطوري لنظام كييف، بل على حقيقة أن القوات المسلحة الأوكرانية ستصمد حتى انتخابات تشرين الثاني على الأقل، دون إفساد صورة الرئيس الأميركي جو بايدن”.
وتعليقا على إقرار المساعدات, قال النائب الأول لممثل روسيا الدائم بالأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي إنها لن تنقذ نظام كييف بل ستدفع بعشرات الآلاف من الأوكرانيين إلى الموت المحتوم.
وحول احتفاء رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بالحصول على المساعدات, أضاف بوليانسكي : “هذا ما يحدث عندما لا يهتم رئيس الدولة بشعبه ويبيع بلاده.. هنا في الواقع لا يوجد ما يدعو للاحتفال”.
وأشار بوليانسكي إلى أن المساعدات الجديدة ستسمح لأوكرانيا” التي تحمل كذلك اسم “مكافحة روسيا” بالعمل لفترة أطول قليلا وستتم سرقة المزيد من الأموال والمزيد من الأسلحة مشددا على أن النهاية المشينة لنظام كييف أمر لا مفر منه رغم الحزمة الجديدة ورغم كل الجهود العقيمة التي يبذلها مؤيدو أوكرانيا في الولايات المتحدة والناتو.
وكانت الرئاسة الروسية أكدت أمس أن قرار النواب الأميركي سيفيد واشنطن ثراء ويضر بكييف خرابا.
صحيفة وول ستريت جورنال أقرت ,بدورها, أن دفعة المساعدات لأوكرانيا لن تؤدي إلى تغيير جذري في الوضع في جبهات القتال وقالت :”بالنظر إلى الوضع الصعب في أوكرانيا في ساحة المعركة والنجاحات التي حققها الجيش الروسي في الأشهر الأخيرة… من غير المرجح أن تغير المساعدة الأميركية الجديدة، مصير كييف بشكل جذري”.
وأشارت الصحيفة في مقال لها اليوم إلى أن أوكرانيا تعاني من نقص حاد في عدد العسكريين، وكذلك في عدد القذائف وخاصة المدفعية.
ووفقا لها فإنه يمكن لحزمة المساعدات ,في أفضل الأحوال، أن تساعد أوكرانيا على “ردع” الهجمات الروسية و”الاحتفاظ بالأراضي” حتى يتمكن الحلفاء الأوروبيون من تقديم المزيد من المساعدات لنظام كييف العام المقبل.
وفي السياق ذاته , كشف مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل بأن اعتماد أوكرانيا لقانون صارم بشأن التعبئة لتعويض خسائر قواتها المسلحة، كان شرطا رئيسيا للحصول على دفعات جديدة من الأسلحة من دول الناتو.
وقال المصدر في حديث لمراسل تاس: من المعروف أن توريد الأسلحة يعتبر مفيدا، فقط إذا كان هناك عدد كبير من الأفراد العسكريين المدربين الذين يمكنهم استخدام هذه الأسلحة في عمليات دفاعية أو هجومية، ومع تعويض الخسائر في الوقت المناسب، الأمر الذي يتطلب التجنيد النشط لجنود جدد.
وكان زيلينسكي وقع في ال16 من الشهر الجاري على قانون بشأن التعبئة يسمح بتجنيد مئات الآلاف من الأوكرانيين .
كما كشفت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية اليوم عن حصول تدافع وشجار بين النواب في الكونغرس الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي خلال التصويت على حزمة المساعدات لأوكرانيا ولاسيما بعد قيام ممثلي الحزب الديمقراطي بالتلويح بالأعلام الأوكرانية خلال الجلسة.
وأشارت الشبكة إلى أن عضو الكونغرس الجمهورية عن ولاية فلوريدا، آنا بولينا لونا، قالت عبر الميكروفون: “أنزلوا تلك الأعلام اللعينة”، ما أثار المزيد من ردود الفعل اللفظية من جانب الديمقراطيين.