الثورة – تقرير لمى حمدان:
أثار إصرار الولايات المتحدة على مصادرة الأصول الروسية لصالح أوكرانيا سخط المسؤولين الأوروبيين وخاصة أن إجراءات موسكو المضادة ستؤثر في المقام الأول على أوروبا وليس واشنطن.
صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ذكرت في تقرير لها اليوم إن المسؤولين الأميركيين قاموا بالضغط على نظرائهم الأوروبيين المترددين لاستخدام الأصول الروسية المجمدة، خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي عقدت الأسبوع الماضي في واشنطن.
وأضافت أنه خلال الاجتماعات، التقت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين مع الأوروبيين على أمل التوصل إلى حل وسط، لكن المسؤولين في الاتحاد الأوروبي رفضوا مصادرة الأصول الروسية، خشية أن ينتهك ذلك القانون الدولي وتقويض ثقة المستثمرين في اليورو وإثارة إجراءات انتقامية من جانب روسيا.
وتابع تقرير الصحيفة أن “المسؤولين الأوروبيين غاضبون أيضا من إصرار أميركا على ما يعتبرونه مسارا محفوفا بالمخاطر حيث يحتفظون بالأغلبية العظمى من الأصول، ومن المرجح أن يقع أي انتقام روسي على أوروبا بدلاً من الولايات المتحدة”.
وكانت روسيا حذرت أمس على لسان المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف ، واشنطن من مغبة اتخاذ هذه الخطوة ، مؤكدا أنه سيتعين على واشنطن انتظار الرد بالمثل في حال مصادرة الأصول الروسية المجمدة.
وفي إفادة لصحيفة “لايف” قال بيسكوف: “بالنسبة للقانون الذي يسمح بمصادرة الأصول الروسية، فمازلنا بحاجة إلى البحث في التفاصيل، وإذا كان الأمر كذلك فسيتعين على الولايات المتحدة تحمل العواقب، في هذه المسألة لن تكون هناك قيود زمنية، وأن روسيا ستفعل ذلك بالطريقة التي تناسب مصالحتها وعلى أفضل وجه.”
وأوضح بيسكوف أن قرارا كهذا سيجبر العديد من المستثمرين في الاقتصاد الأميركي على المسارعة لإنقاذ أموالهم، حيث لا توجد حصانة للملكية الخاصة، وبخاصة لأملاك الدولة.
ووافق النواب الأمريكي أمس على مشروع قانون يسمح بمصادرة الأصول الروسية، ويحظر إلغاء تجميدها، ويمنح الولايات المتحدة صلاحيات تعويض كييف، وتوظيف هذه الأموال لإعادة إعمار أوكرانيا.