الثورة- ريم صالح:
استكمالاً لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المنكوب، يتعمد الاحتلال استهداف المساعدات أي كان نوعها (مواد غذائية أو طبية أو شاحنات وقود) وغيرها، وذلك بهدف القضاء على كل وسائل الحياة في القطاع، انتقاماً للهزائم المتلاحقة التي يواجهها جنود الاحتلال على أرض الميدان.. حيث تتجاوز خسائره أضعاف ما يعترف به، ولذلك يشدد حصاره الخانق في محاولات يائسة لكسر إرادة الصمود لدى أهالي القطاع.
وفي هذا الإطار أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أن الاحتلال الإسرائيلي عرقل إيصال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة المنكوب.
ونقلت وكالة وفا عن مكتب الأمم المتحدة عبر حسابه الرسمي على منصة إكس قوله: إن «ثلثي البعثات الإنسانية المنسقة في غزة واجهت اليوم عقبات أو تأخيراً من قبل «إسرائيل»، وفي المتوسط فقد واجهت كل بعثة تأخيراً لمدة لا تقل عن خمس ساعات»، مؤكداً أنه نتيجة لذلك لم يتم تسليم الإمدادات الحيوية والمعدات والوقود للمولدات الاحتياطية في المستشفيات.
وكانت الأمم المتحدة، قد كشفت في وقت سابق أن الاحتلال منع 41 بالمئة من بعثات المساعدات المنسقة التابعة لها، من الوصول إلى شمالي قطاع غزة في الفترة ما بين 6 و12 من نيسان الجاري، فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «أن الاعتداء اليومي على كرامة الفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي».
ورغم ارتكاب الاحتلال العديد من المجازر التي باتت تعرف بـ»مجازر المساعدات»، إلا أن الأمم المتحدة أعلنت عن إحصائها 26 اعتداء، لكن دون إلقاء اللوم على الاحتلال بذلك.
وقال المكتب الأممي، «إن الرقم 26، هو لعدد الهجمات التي ارتكبت منذ منتصف كانون الثاني الماضي، ومن بينها المجزرة التي وقعت في 14 آذار، بحق الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات وسط مدينة غزة».
وكان المكتب الإعلامي في غزة حذر أول أمس من مغبة الكارثة البيئية الجديدة التي تواجهها مدينة غزة والمتمثلة في توقف جميع آبار المياه في المدينة بشكل كلي منذ أسبوعين، بسبب نفاد كميات الوقود الشحيحة التي كانت متوفرة مؤخراً، وهو ما يضاف إلى سلسلة الكوارث التي تسبب بها الاحتلال للقطاع منذ شن عدوانه عليه في السابع من تشرين الأول الماضي.