الثورة – تقرير أسماء الفريح:
مع إعلان بولندا استعدادها لنشر أسلحة نووية أميركية على أراضيها, أكد الكرملين أنه سيتم اتخاذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمن روسيا فيما حذر وزير الخارجية سيرغي لافروف من أن الغرب يتأرجح على حدود الاصطدام العسكري المباشر مع القوى النووية وذلك أمر محفوف بعواقب كارثية.
وتعليقا على تصريحات الرئيس البولندي أندريه دودا بشأن استعداد بلاده لنشر الأسلحة النووية الأميركية، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحفيين: “في حال تم تنفيذ مثل هذه الخطط، سيقوم الجيش بدراسة الوضع وفعل كل ما هو ضروري، وسيتخذ جميع الخطوات اللازمة لضمان أمننا.”
بدوره, قال لافروف في رسالة فيديو للمشاركين في مؤتمر موسكو لمنع انتشار الأسلحة النووية نشرته وسائل إعلام روسية: إن العالم يشهد الآن أزمة في مجال الحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار النووي، مما يعكس تدهوراً عميقاً غير مسبوق في الأمن الدولي.
وأضاف أن حقيقة أن “ترويكا” الدول الغربية الحائزة للأسلحة النووية هي من بين الرعاة الرئيسيين لكييف تثير قلقًا خاصًا موضحا أن موسكو ترى في ذلك مخاطر استراتيجية جدية تؤدي إلى زيادة مستوى الخطر النووي.
وتابع لافروف: “كان انسحاب روسيا من التصديق على معاهدة ’الحظر الشامل للتجارب النووية’ رداً منطقياً على الأعمال التدميرية المذكورة أعلاه التي اتخذتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى” رغم أننا “ما زلنا طرفاً كاملاً في المعاهدة ومنذ وقت ليس ببعيد أكملنا إنشاء الجزء الخاص بنا من نظام الرصد الدولي”.
وأعرب عن استعداد بلاده للعودة إلى مسألة التصديق على المعاهدة حالما تقوم الولايات المتحدة بذلك.
وكانت وسائل إعلام بريطانية ذكرت في وقت سابق بأن الولايات المتحدة تستعد لنشر أسلحة نووية في المملكة المتحدة لأول مرة منذ 15 عاما وفقا لما أظهرته وثائق للبنتاغون.
من جانبه, قال الرئيس البولندي اليوم “إذا قرر حلفاؤنا نشر أسلحة نووية في إطار المشاركة النووية أيضا على أراضينا لتعزيز أمن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، فنحن مستعدون لذلك”.
وأضاف في مقابلة مع موقع “فاكت”..”نحن حليف في حلف شمال الأطلسي، ولدينا أيضًا التزامات في هذا الصدد وهذا يعني أننا ببساطة ننفذ سياسة عامة”.
وتابع أن هذه القضية “كانت موضوع المفاوضات البولندية الأميركية لبعض الوقت الآن ولقد تحدثت بالفعل عن هذا الأمر عدة مرات، ويجب أن أعترف أنه عندما سئلت عن ذلك، أعلنت استعدادنا”.
وتنص معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية “NPT” الموقعة عام 1968، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1970، على أن 5 دول فقط تمتلك أسلحة نووية وهي “الاتحاد السوفيتي وأميركا وبريطانيا وفرنسا والصين” وحظرت ظهور قوى نووية جديدة كما تعهدت بعدم نقل الأسلحة النووية إلى دول أخرى أو المساعدة في إنشائها فيما تعهدت الأطراف المتبقية في المعاهدة بعدم قبول أو إنشاء قنبلة ذرية.
وتمتلك الولايات المتحدة 100 سلاح نووي تكتيكي ويتم تخزينها في ست قواعد في بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا.
وكان لافروف حذر في تشرين الأول الماضي من أن روسيا مضطرة إلى اللجوء إلى “إجراءات تعويضية” ردا على نشر الولايات المتحدة للأسلحة النووية في أوروبا.