الملحق الثقافي- د. سلمى جميل حداد:
أحلامي
أيتها الناعمات كقطن السحاب
الرقيقات كشتلة حبق
كابتسامة صابونة غار
في مواسم الزيتون……
أحلامي
أيتها المختبئات من لسعة أيلول
خلف رائحة الليل
أيتها الغافيات في حضن فراشة
بهية شهية كالحب…….
أحلامي
أيتها البريئات كنظرة حجل
احملي عنّي ذاتي المهزومة
حتى طلوع الفجر
تركت نافذتي مفتوحة للانتظار
لعريشة ياسمين
نسيت عليها التماع أصابعي
وقهوة صباحاتي النبيلات
وكتفي المنسدلتين
ما عرفت كيف تحول قريب يدنيني
إلى بعيد يقصيني
حين دارت الأرض دورتها العنيفة
وأخذت بخناق الشمس.
ما أبحث عنه لا يبحث عني
أو ربّما يبحث عني في أخضر أوجاعي
في نسيج روحي
المعلقة هناك على شجرة جوز
في حبّة قمح نفرها عصفور من فم ريح
تفتش عن وطن تهدأ بين أحضانه.
في كلّ يوم أصحو
ألقي التحية على طمأنينة العدمية
أشرب معها قهوتي
على متر واحد من الجنون
أنا لا شيء إذا أنا موجودة
موجودة في كلّ عبارة عطشى
لأبجدية تحميها
موجودة في كلّ مفعول به
ينتظر فاعلاً فارسًا
يقدمه بعد طول تأخير
ويعرفه بعد ذلّ تنكير
موجودة في كلّ قصيدة لا بحور لها
أنا لا شيء إذا أنا موجودة…..
موجودة في كلّ ذرّة من لا شيء
أنا المسماة…….
ما ظننت يومًا_في أحلك كوابيسي_
أنّي ساضيّع أسمي
وأنّ طريقي إليه طويل
ومعبد بوجعي وأوجاع من أحببت
كم سنة سأبحث عنه بين ركامي المختلط
بركام من أحبني ومن كرهني
ومن تجاهلني وتجاهلت؟؟؟؟
الضباب كثيف الأرث
والدرب محفوف بالرحيل
قالوا……
قالوا لا وقت يا صغيرتي للعناد
عند المفارق انتقي ما شئت
من سلة حروف الأبجدية
ومعاجم الأسماء
قلت: اسمي حكاية ياسمينة عذراء
يتدحرج نورها فوق ضفائر الشمس
فيبدأ بشعاعها دلال القصيدة
حكاية ياسمينة أنثى
تتعرق زيتا تغتسل به الغيمات
لتنجب من التراب ألف صيف
وألف أنفاس معطرات
وألف حديقة وحديقة وحديقات
هي ذي حكاية اسم أرتديه ويرتديني
كخطوط كفي
كهدأي وجنوني
كملامحي المنحوتة في وجه الصباح
آه آه لو تشرى الأمنيات
لأشتري اسمي دون وجع
أنا الدمعة المتشظية هنا وهناك
أنا البقيّة ممّا تبقى
واقفة على بعد رصيف وحفنة خيبات.
العدد 1186 –23-4-2024