الملحق الثقافي- سهير زغبور:
وأنا بين نصين موغلين في بدائية البراري ……
منسحبة …
من حروف الأرصفة الموزعة في الشوارع الصاخبة …التي قد تسقطني سهو الزحام …
تحت الأبنية الشاهقة الرخام …..
من إشارات المرور التي ستحالفني ..إن استبدلت ألواني ..
و ستخالفني ..إن دهستني عجلات الوقت المرهون بلحظة ..لن تنتظرني فيها تقاطعات المارة والعابرين …..
من المولات التجارية ..وأدراجها التي تصعد بي عنوة عن مخاوفي ..لأشتري اقتراحات طعام ..
أعرف مسبقاً أنني سأحرقه ..وأنا أكتب نصاً متحضرًا .. …ثم أجوع ……
من متاجر الألبسة والأحذية ….
التي أشتري منها الفساتين السوداء المكدسة في خزانتي ..لأنني غالبًا لا أجد النيلي والنبيذي ….
والكعب العالي الذي سيقرص فقرات ظهري أكثر ..
من محلات العطور ..التي لا أعرف كيف يمزجون تركيزها بنسبة الكحول المئوية …فأضعها على حدود يدي …ثم أتوه بينها ……
من مراياي ..وأنا أسرح شعري ..وأضع مستحضرات التجميل التي كثيراً ما أتجاهل تاريخ صلاحيتها ..مادامت لاتسيء فهم وجهي …..
ماذا لو استيقظت ….منسحبة ….
من كل ذاك …..
بين نصين برّيّين …منسلخين من كل قواعد النحو والإملاء ..والصرف ..والعروض ..والانزياحات الدلالية ….للغة …
نصين ..في زمن الولادة الطبيعية …
انعتق بهما من عنق رحم الحداثة …..
والتخدير العام ..والقطني …….
أسيل من مشيمة أمي ….
بلا صراخ ..
بلا حاضنة …
بلا اسم …
بلا عنوان …..
بلا قيد ………
ماذا لو استيقظت ورقة بيضاء ..مقمطة بنصين …برّيّين …..؟؟؟؟؟؟؟
العدد 1186 –23-4-2024