الثورة – دمشق – جاك وهبه:
برزت شركة إسمنت عدرا كنموذج متميز في تقدم عملها، واستطاعت تحقيق خطوات ملموسة على الرغم من التحديات الصعبة التي تعترض هذا القطاع الحيوي، فمن خلال جهودها الحثيثة والمستمرة، تمكنت إسمنت عدرا من تحقيق معدلات إنتاجية استثنائية خلال الفترة الأخيرة.
وتسير الشركة بالمضي قدماً بتطوير تقنياتها وتحسين منتجها لتعزيز الجودة وزيادة الكفاءة، مما يعكس التزامها الثابت بتحقيق الاستدامة في السوق المحلي والإقليمي، وبفضل سياسة الابتكار والاستثمار الذكي، تواصل إسمنت عدرا تحديث معداتها وتطوير قدراتها التنافسية، مما يجعلها عنصراً رئيسياً في دفع عجلة التنمية الصناعية، وتحقيق تقدم على الصعيد الاقتصادي.
290 ملياراً
وفي التفاصيل، تمكنت الشركة منذ بداية العام وحتى 22 نيسان الحالي، من إنتاج أكثر من 176 ألف طن من مادة الكلنكر، وهي المادة الأولية للاسمنت قبل عملية الطحن، بالإضافة إلى 168ألف طن تقريباً من الإسمنت بقيمة تجاوزت 255 مليار ليرة، محققة زيادة بالكمية عن الفترة المماثلة من العام الماضي بلغت 143%، بحسب ما بينه مدير عام الشركة المهندس هادي المحمد في حديث خاص لصحيفة الثورة.
وأوضح أنه تم خلال الفترة المذكورة تسليم أكثر من 182 ألف طن من الإسمنت للمؤسسة العامة لتجارة مواد البناء “عمران”، بقيمة تقدر بنحو 290 مليار ليرة تقريباً، مع الإشارة إلى أن هذا التسليم يمثل زيادة بنسبة 149٪ بالقيمة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يبرز النجاح البارز الذي حققته الشركة على صعيد تلبية احتياجات السوق وتحقيق النمو المستدام، لافتاً إلى أنه تم تحقيق أرباح للشركة في عام 2023 بقيمة 105 مليارات ليرة.
إنجازات فنية
ومن الجدير بالذكر- يضيف المحمد- أن الشركة لم تكتفِ بتحقيق نتائج مالية فحسب، بل قامت أيضاً بعدد من الإنجازات الفنية منذ عام 2020، تضمنت تركيب قبانات أرضية في مقالع الشركة لضبط الكميات والاستهلاك من المواد الأساسية الداخلة في العملية الإنتاجية (الحجر الكلسي- البازلت– الغضار)، وتوريد وتركيب وتشغيل نظام تحكم حديث /PLC/ لكسارات الشركة (كسارة الحجر الكلسي- كسارة البازلت- كسارة الغضار) مع نظام تسجيل المعطيات والأرشفة للبيانات بشكل كامل، وإعادة تأهيل وتطوير مطحنة المواد الأولية الثالثة، وذلك بتركيب قبانات تغذية جديدة لضبط نسب المواد الأولية التي ستشكل الخلطة الأساسية الداخلة إلى الأفران وكذلك استبدال البطانة القديمة لهذه المطحنة ببطانة بتصميم جديد من شركة ماغوتو واستبدال الفارزة القديمة بفارزة جديدة من الجيل الثالث.
نظام حديث
ويضيف: إنه تم تفعيل وتشغيل نظام حديث لتغذية كل من الأفران الثلاثة في الشركة مع نظام تسجيل المعطيات، والأرشفة للبيانات بشكل دقيق ومستمر مما سهل على مشغلي هذه الأفران سهولة التحكم وضبط كميات الفيول والهواء اللازمة للاحتراق، مما أدى إلى انخفاض استهلاك الفيول وكذلك الآجر نتيجة التشغيل الصحيح والمستمر، والعمل على رفع الطاقة الإنتاجية للفرنين الأول والثاني ما أمكن بكل الطرق والوسائل المتاحة وذلك بعد الانتهاء من أعمال إعادة التأهيل لهما، إضافة لإعادة تأهيل الفرن الثالث.
ولفت مدير عدرا للإسمنت أنه تم استبدال مبرد الكلنكر القديم للخط الثالث بمبرد من الطراز الحديث مع كل ملحقاته والنواقل المعدنية حتى سيلوات التخزين، وكذلك استبدال سيكلونات تصفية الغبار التابعة له بسيكلونات بتصميم جديد مع تركيب محطة كهرباء جديدة بالكامل لتغذية كافة المعدات في هذا الخط، إضافة لاستبدال خط طحن الإسمنت الأول وذلك بتركيب جسم مطحنة جديد بالكامل بما فيها من بلايط وقواطع وكرات طحن من الطراز الحديث، وكذلك تركيب فارزة من الجيل الرابع الجديد من صنع شركة ماغوتو، إضافة لتركيب ناقل دلوي جديد لتغذية مكنة تعبئة الأكياس الثانية وكذلك تركيب دارتين جديدتين لتعبئة الإسمنت الفرط على خطي المكنتين الأولى والثالثة.
سهولة التحكم
ومن ضمن الأعمال المنجزة في معمل عدرا تركيب كاميرات مراقبة حرارية على مخرج الأفران الثلاثة وفي مبرد الكلنكر الثالث وتركيب ماسح حراري جديد للقياس الآني واللحظي لحرارة الجسم للفرنين الثاني والثالث، وتركيب كاميرات لمراقبة عمل الآلات والمعدات أثناء عملها في الخطوط الإنتاجية الثلاثة، الأمر الذي أدى إلى سهولة المراقبة والتحكم من قبل المشغلين وكذلك الكشف المبكر عن الأعطال والتوقفات قبل تفاقمها، مما أدى إلى التقليل من حجم هذه الأعمال، وزمن التوقف في خطوط الإنتاج، وبالتالي تخفيض التكاليف، وتركيب دارة للتحكم PLC للحفاظ على ضغط الفيول بشكل مستقر ضمن الحدود المطلوبة لعمل للأفران الثلاثة، مع إجراء صيانة للفلاتر الأساسية في الشركة وبعض التعديلات بداخلها من خلال تركيب قواطع ومخمدات وفواصل للغبار مما أدى إلى رفع كفاءتها، و بالتالي انعدام الغبار الصادر من مداخن الخطوط الإنتاجية الثلاثة.
ترشيد استهلاك
وذكر المحمد أنه تم إنشاء دائرة معلوماتية في الشركة لربط كامل بيانات الخطوط الإنتاجية وجميع الدوائر مع بعضها البعض بشكل مستمر، وتخفيض حصة طن الإسمنت من الكهرباء من 240 كيلو واط ساعي /طن تقريباً إلى 180 كيلو واط ساعي /طن تقريباً، أي تم تخفيض حصة الطن حوالى 60 كيلو واط ساعي /طن بما يعادل 114ألف ليرة لكل طن (وفر كهرباء)، وتخفيض حصة طن الكلنكر من الفيول من 137 كغ /طن تقريباً إلى 118 كغ طن، أي تم تخفيض حصة الطن حوالى 19 كغ لكل طن بما يعادل 133ألف ليرة لكل طن (وفر فيول) فتكون قيمة الوفر في تكلفة كل طن من الكهرباء والفيول 247ألف ليرة تقريباً.
وينوه المحمد- فيما يخص الأعمال الفنية- بأنه تم تصنيع رأس فرن حديث بتكلفة 10% من قيمة شرائه من الشركة الصانعة، والتي تقدر ب 800 ألف يورو وتركيبه بنجاح في الفرن الثالث، مع تركيب أجهزة تحليل غازات للأفران الثلاثة مما أدى إلى زيادة في وفر الفيول وفي استقرار عملها.
صعوبات
ومع ذلك، تواجه الشركة- بحسب مديرها العام- تحديات كبيرة تتمثل بعدم كفاية الاعتمادات المرصدة لجميع بنود ميزانية الشركة لتأمين مستلزمات العملية الإنتاجية والفنية بسبب ارتفاع سعر الصرف وارتفاع الأجور، والارتفاع الكبير في أسعار القطع التبديلية ومستلزمات الإنتاج (فيول– أكياس تغليف– آجر– بلايط- كرات طحن…. الخ), وهذا الارتفاع الكبير في تكاليف مستلزمات الإنتاج اقتضى زيادة أسعار طن الإسمنت من قبل الجهات الوصائية، وقلة اليد العاملة بسبب التسرب المستمر للخبرات الفنية والإنتاجية، مع العلم أن أغلب اليد العاملة الحالية تعاني من وضع صحي سيئ وتقدم في السن، مما ينعكس سلباً على العملية الإنتاجية والفنية، إضافة إلى قدم الآلات وهي تعتمد على تكنولوجيا قديمة مما يسبب ارتفاع نسبة استهلاك حوامل الطاقة بما يفوق المعايير المعتمدة، إضافة إلى ارتفاع أسعار حوامل الطاقة، وصعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج والقطع التبديلية ذات المنشأ الخارجي بسبب العقوبات الجائرة.
وتعمل شركة عدرا لصناعة الإسمنت ومواد البناء على تلبية احتياجات السوق المحلية من مادة الاسمنت بالمحافظة على استمرارية وجاهزية خطوطها الإنتاجية الثلاثة (ثلاثة أفران) والمتابعة الدائمة وحشد واستثمار كل الطاقات المتاحة البشرية والمادية وإجراء الصيانات اللازمة لاستقرار عمل الأفران وزيادة إنتاجيتها.