موسم المونة محرك للأسواق.. لا قدرة شرائية تسمح والمزارع خاسر الخبير عفيف لـ”الثورة”: افتقاد لحسن إدارة التصنيع والتصريف
الثورة – دمشق – رولا عيسى:
لطالما شكل موسم البازيلاء والفول والبندورة والثوم ومختلف أشكال وأنواع الزراعات فرصة جيدة لصناعة المونة لدى أغلبية الأسر السورية، وتصنف المونة على أنها أحد أركان الاقتصاد المنزلي، وتوازنه في أوقات خارجة عن الموسم عندما ترتفع الأسعار وتتراجع قدرة الأسر عن تأمين بعض المتطلبات وأنواع الغذاء.
تقص للأسواق
وبحلول المواسم الصيفية تتوجه الأنظار بشكل روتيني محلياً وعالمياً نحو الاستفادة مما تطرحه المواسم على صعيد محاصيل قابلة للتخزين وبأشكال مختلفة، تحسباً لفصل الشتاء مما ينعكس أيضاً على حركة الأسواق بشكل تصاعدي ويضع المزارع أو المنتج في حالة من تقصي ما يطلبه السوق ليكون فكرة عامة تجعله يقبل في الموسم القادم على زراعة مادة ما لاقت إقبالاً خلال الموسم.
أيضاً موسم المونة هو فرصة للتاجر في حالات البيع وزيادة المبيعات وفي حالات التخزين وربما الوصول إلى حالة من الاحتكار بانتظار الوقت المناسب، وهذا ما حصل على صعيد مادة الثوم.
وفي الحديث عن مادة الثوم وقلة عرضها في السوق قبل مدة قصيرة وغلاء سعرها، راودني تساؤل مشروع أين ذهب موسم الثوم ومحصوله الوفير خلال العام الماضي مما دعا إلى تدخل المؤسسة السورية للتجارة، أثناء عمليات الإنتاج وقطاف الموسم، وماذا حل بهذا الفائض الكبير من الإنتاج؟..
نوم عميق
علماً أن الكثير من خبراء السوق في وقتها حذروا من الاحتكار والتراجع المفاجئ في عرض المادة..
اليوم مادة البندورة تشتكي ذات المشكلة.. كميات وفيرة من الإنتاج مقابل قوة ضعيفة جداً في الشراء وكذلك في التصريف، لكن هنا لا ينفع تجار السوق التخزين أو التبريد، قد يكون أكثر ما ينفعهم التشميس وصناعة الكونسروة، لكن مع ذلك لا يوجد إقبال كبير على المادة، وفي المشهد الآخر نرى أن مؤسسات القطاع العام المصنعة للمادة في حالة من النوم العميق، ربما تنتظر نهاية الموسم ونهاية المحصول والمزارع المتعب لتفكر ماذا تفعل في العام القادم، وتعد بذلك الخطط والموازنات والأرقام من أجل أن تنهض في عملها، ترى هل هذا الغياب لشركات التصنيع العامة مبرر أو مفهوم؟!.
كيلو المفرط للبازيلاء بأكثر ب ٣٠ضعفاً
الخبير الزراعي أكرم عفيف قال في حديث لـ”الثورة” أن مزارعي البازيلاء والفول خاسرون هذا العام بسبب أن محاصيلهم تباع بأسعار بخسة إلى تاجر الجملة الذي يملك القدرة على التصريف ويستغل ضيق فترة المحصول حيث يضطر الفلاح للبيع منعاً للكساد هذا من جهة، وأما من جهة ثانية هنالك سوء إدارة للموارد الزراعية سواء أثناء حلول الموسم أو قبل ذلك.
ويضرب عفيف مثالاً مادة البازيلاء حيث أجرى استقصاء على إنتاجها ليتبين قلة في الإنتاج نتيجة أن الموسم تعرض للصقيع، كما أن أسعارها من خلال التواصل مع المزارعين، وتبين أن المزارع يبيع الكيلو ب٣٥٠٠ليرة ، بينما يباع الكيلو مفرط بين ١٥-٣٠الف ليرة، وهذا بتقديره استغلال لجهد المزارع ولجيب المواطن، بينما لو أن المؤسسة السورية للتجارة تضع في خطتها استجرار المحصول بسعر مقبول من المزارع وتقوم بتفريطه وبيعه بسعر مقبول فإنها بذلك تكون ساهمت بدور حقيقي ضمن التدخل الإيجابي لتصريف المحصول وتصنيعه وبيعه.
ورأى أن بوسع السورية للتجارة فعل ذلك بل هي وحدها قادرة على فعل ذلك، باعتبارها تمتلك برادات كبيرة تمكنها من التخزين، وعليه من المهم أن تستفيد من الموسم، وتعمل على استجراره وتفريطه وتخزينه بالبرادات، أو أن تقوم المؤسسات الصناعية على تصنيع المنتجات القابلة للمونة، فثمة أشكال متعددة لتصنيع المواد الغذائية.
رفع القوة الشرائية
الخبيرة التنموية ميرنا السفكوني تحدثت عن تراجع في المونة على الرغم من اعتدال أسعار بعض الأنواع منها في الأسواق، إلا أن القدرة الشرائية للمواطنين ضعيفة، كما أن أدوات تخزين المونة بعضها غير متوفر مثل الكهرباء لتبريد المادة، مقترحة اللجوء إلى سبل أخرى قديمة وهي متوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي ولدى الأمهات والجدات، فمن المهم والضروري أن يكون في كل بيت مونة، مقترحة أن يكون هنالك قرض أو سلفة دون فوائد أو منحة في توقيت المونة الصيفية والشتوية.