البناء القوي قوته في أساسه، والبناء الرياضي والذي يمكن اختصاره بكلمتين (الرياضة السورية) لن يكون قوياً إذا لم تكن الأسس التي يقوم عليها قوية قادرة على حمله، وأهم هذه الأسس النظام الداخلي الذي تدار بها الرياضة، وأيضاً الأندية التي يجب أن تكون قوية ومتكاملة وذات شخصية مستقلة.
ومن الواضح تماماً أن هذين الأساسين ليسا بالشكل الذي يجعل رياضتنا قوية إدارة ومنافسة، فالنظام المعمول به لم يقدم شخصيات تتمتع بالحس القيادي والإداري والخبرة التي تجعلها رياضة متطورة منافسة، إذ لم نعد نرى الأفضل والأكثر كفاءة وخبرة وحرصاً في مفاصل رياضتنا المختلفة.
ولعل المحزن أكثر أن رياضتنا في السنوات الأخيرة تتراجع أكثر فأكثر، وازدادت همومها ومشكلاتها وتفشى التعصب بين الأندية دون أن نرى للقيادة الرياضية أي تحركات توقف وتمنع كل ما يسيء للرياضة ويخرجها من إطار المنافسة الشريفة والروح الرياضية.
أما الحلقة الأضعف الأندية فهي أهم الثغرات ومنطلق التراجع الذي تعيشه رياضتنا، فالأندية ليست أندية بالمعنى الحقيقي، وقد صارت مسرحاً للصراع بين أبناء النادي الواحد، هذا فضلاً عما تعانيه من ضعف إداري ومالي وعدم استقرار، ولهذا لا شيء من بشائر التطور يلوح في الأفق، بل العكس ما نراه وللأسف.