لا وجع كوجع غزة النازفة ولا جراح كجراحها، فهناك في تلك الرقعة الجغرافية التي باتت على ما يبدو خارج اهتمامات الأسرة الدولية وصلاحيات المجتمع الأممي هناك شعب يباد بشتى صنوف الأسلحة دون أن يحرك أحد ساكناً.
في غزة المنكوبة لم يبق في جعبة المحتل سلاح فتاك إلا واستخدمه ليوغل في سفك دماء ضحاياه أطفالاً كانوا أم رضع أم عجز، فالكل في مرمى أهداف الجلاد الإسرائيلي ولا طوق نجاة من المحرقة التي يزيد أوارها الجزار الإرهابي.
من الصواريخ الحارقة إلى القنابل الفوسفورية إلى الأسلحة الحرارية وصولاً إلى معلبات الموت.. القائمة تطول وفي كل يوم يفاجئنا المحتل الإسرائيلي القاتل بصنوف جديدة من وسائل القتل والإبادة وذلك كله في وضح النهار وعلى مرأى العالم بأسره وتبقى اللامبالاة وعدم الاكتراث سيد المشهد طالما كان المجرم صهيونياً ويقوم بالقتل بسلاح غربي وبشرعنة أميركية.
منظمة العفو الدولية، كشفت جانباً من الشراكة الأميركية في ارتكاب مجازر إبادة جماعية في غزة، من خلال تأكيدها على أن كيان الاحتلال استخدم أسلحة زودته بها الولايات المتحدة في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين في انتهاك فاضح للقوانين الدولية.
وربما إشارة المنظمة الدولية إلى استخدام الاحتلال ذخائر “جي دامس” الأميركية في غاراته الجوية العشوائية على منازل سكنية مليئة بالمدنيين في القطاع، تثبت مجدداً أنه لولا الدعم والتحريض الأميركي والغربي، ما كان للاحتلال، الاستمرار في عدوانه الوحشي وارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية، من دون أي مساءلة أو محاسبة دولية.