الثورة – دمشق- غصون سليمان:
تكريماً لعمال الوطن وتقديرا لجهودهم وعطاءاتهم في كل ميادين العمل والإنتاج على امتداد جغرافية الوطن واحتفاء بعيد الأول من أيار، التقى وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال ومحافظ دمشق وأمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس اتحاد عمال دمشق وأعضاء المكاتب التنفيذية ورؤساء مكاتب النقابات اليوم الإخوة العمال بمسمياتهم وصفاتهم الذين بذلوا كل ما يستطيعون لإنجازهم مشروع حيوي خدمي لمدينة دمشق صاحبة المجد التاريخي العريق في إحدى ساحات المشروع المنجزة.
قدوة للجميع
وفي حديث متبادل مع العمال قدم وزير الشؤون الاجتماعية والعمل لؤي المنجد التهاني للعمال في عيدهم، معرباً عن سعادته بلقاء عينة من عمال الوطن الذين تميزوا بالعمل وهم موجودون على كامل التراب السوري، فقد أثبتوا بجميع قطاعاتهم أنهم قدوة للجميع.
ووصف أن ما تم إنجازه هو تجربة جديدة ونادرة وغنية في تكامل العمل الجماعي بين مختلف الجهات الحكومية، وفق منظومة إدارية مختلفة قائمة على الإبداع وحل الإشكاليات واجتراح الحلول غير التقليدية، والتي من خلالها استطعنا الوصول إلى افتتاح النفق بمدينة دمشق.
وقال الوزير المنجد بكل صراحة أنجز النفق بزمن قياسي بفضل تنسيق الجهود التنظيمية والإدارية والهندسية الواضحة، ولو لم تكن موجودة لما كان العمال اشتغلوا بهذا الحماس والحزم، شاكراً للسواعد السمر تعبها وجهدها فهم يستحقون كل الاهتمام والرعاية من الحكومة.
تفوقوا بأصعب الظروف
بدوره رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري أعرب عن سروره وامتنانه لجميع العاملين من جميع المستويات على إنجاز نفق المواساة كمشروع خدمي وتجميلي مهم، مؤكداً أن عمال سورية تفوقوا على كل الظروف وخاصة ظروف الحرب العدوانية على بلدنا، التي أثرت على جميع الإمكانيات في العدة والعتاد، ورغم ذلك تفوقوا عل نقص الآليات وقدمها وضعف الإمكانيات وأعباء مواجهتها، وأبدعوا في مواقع كثيرة على امتداد جغرافية الوطن، وهناك الكثير من النقاط المضيئة في حياة الطبقة العاملة السورية، والتي يعود لها الفضل الكبير في دوران عجلة الإنتاج بأكثر من موقع ومنه مشروع نفق المواساة.
وقال القادري: إن احتفاءنا اليوم بتكريم السواعد السمر في نفس المكان هو تقدير لكل جهد واحترام لكل حبة عرق بذلت من قبل جميع الجهات المعنية في محافظة دمشق ومؤسسة الإنشاءات العسكرية العريقة بتاريخها وإنجازاتها.
وبين أن اتحاد نقابات العمال ينسق مع جميع المفاصل المختصة على معالجة القضايا الشائكة وفق الأولويات والإمكانيات والتي يتم التعاطي معها نظرا للأكثر حاجة وضرورة على المدى القصير والطويل.
وختم رئيس الاتحاد حديثه بالتهنئة لعمال سورية والعامل الأول بالقدوة والإنجاز والعطاء السيد الرئيس بشار الأسد. فجميعنا نتطلع بأمل إلى غد مشرق وظروف أفضل بهمة جيشنا وشعبنا وقائدنا.
مشروع تنمية مستدامة
محافظ دمشق المهندس طارق كريشاتي أشار في حديثه مع العمال منفذي المشروع على أنهم كانوا الأشد تميزا وتعبيرا عن صورة العمل الجماعي بين الجهات المنفذة والمشرفة والدارسة، وتغلبوا على جميع الظروف والتقلبات المناخية أيام إنجازه بفترة قياسية، وهذا العمل من وجهة نظر محافظ دمشق هو رسالة للداخل والخارج أن سورية بخير ودليل عمل حقيقي حين تتوفر الإرادة والتصميم.
وأوضح أن المشروع بشكل مختصر ليس عبارة عن جسم نفق وحل لعقدتين مروريتين “تقاطع القصر- والمواساة” وإنما مشروع تنمية مستدامة لكامل المنطقة، بمعنى هو نفق وإعادة تأهيل، وإنشاء بنية تحتية لعدة خطوط مياه وصرف صحي يغذي ماروتا وباسيليا، إضافة إلى استبدال وإعادة تأهيل كافة شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والإشارة والاتصالات.
كما تم وضع “تيوبات” بداخله تحسباً لأي توسع في المستقبل حين الحاجة والضرورة، من اتصالات وكهرباء وغيرها، وكذلك تأهيل وإنشاء عدة حدائق وساعة مقاطعات وتنمية شاملة وإعادة تأهيل لجميع محاور النفق من الشيخ سعد حتى دوار الجمارك باتجاه اوتستراد المزة، دوار الشامي.
مشاريع قادمة
وكشف المهندس كريشاتي في رده على أسئلة الإعلاميين أن هناك مشاريع قادمة، فقد تزامن مع إنجاز نفق المواساة إعادة تأهيل المتحلق الجنوبي بين العقدتين السادسة والثامنة والذي شغل الطرف الأول منه منذ حوالى ثلاث سنوات، وحالياً يجري العمل بالطرف الثاني وتقدر مدة التنفيذ ستة أشهر، مشيراً في هذا السياق إلى قطع مرحلة كبيرة وهامة في هذا المكان وهو عبارة عن تركيب مخمدات، وفواصل تمدد بين العقدتين السادسة والثامنة وهي المرحلة المتبقية والتي تحتاج ثلاثة أشهر ليدخل المشروع بالخدمة.
وذكر المحافظ أيضاً وجود دراسة بين المحافظة وجامعة دمشق حول مشروع نفق المجتهد- باب مصلى، وحين الانتهاء من الدراسة يقيم المشروع وفق جدواه الاقتصادية، للتخفيف من الازدحام في هذا التقاطع، لافتاً إلى أن تنفيذ المشروع يأتي ضمن سلسلة الأنفاق التي تشكل متحلقاً وسطياً ضمن دمشق.
هذا وبعد تكريم الإخوة العمال قام الحضور بغرس العديد من الشجيرات وأنواع الورود في مكان الاحتفال.