قفزات تلف بنا على خشبة تتناوب فيها إيقاعات راقصة لشباب عاندوا السائد وانتفضوا عليه بحركاتهم الراقصة، تتبلور فيها حكايا علينا اكتشافها من خلال تلك الأجساد التي حين تلتف حولنا فهي ترشح حكماً يتخللها خيالات لانعرف كيف تسيطر علينا وتجعل أرواحنا بخفة زهرة قطن يموج بها نسيم عليل، استعداداً لحياكة مبهرة.
لطالما كان فن الرقص إبداعاً يجر محبيه إلى حياة تظهر فيها سطوة الجسد حبن ينقلب على القيود التي تحد من سيولة لحظات الحياة و مرونتها ونحن نصعد مع تلك الأجساد الرشيقة التي أتقنت حركاتها حد التلاشي.
إنها تعيننا على اختفاء كل ما من شأنه أن يخنق لحظات متعة متجددة لا نعيشها إلا في أسفارنا الإبداعية تلك التي تغتني بخيالات تبتكر فنوناً كلما اعتدناها ، كان لحياتنا وتفكيرنا انفلاتات تقتص من ضيق الأفق الآني لتنقلنا نحو رحابة، ربما لا نعيشها ولكن الأمل بالاقتراب منها يوماً يحيطنا بهالة من طاقة تتجدد مع كل عرض راقص نحضره.
يتجدد كلما اقتربنا من تلك الأرواح الشابة التي تمردت على كل من حاول لجمها كي لا يكتمل حلمها الراقص.
ونحن نحتفل في (٢٩) من نيسان في كل عام بالعيد العالمي للرقص، لا يمكننا اعتباره مجرد حدث تحتفي به بعض المعاهد أو الأقسام المختصة بتعليم الرقص بل فرصة لعبور جميع الحواجز ، ودعوة للتأمل والاحتفاء بلحظات حياتية تنبض بحس حياتي مغاير وأثر جمالي يبرز أهمية الفنون ودورها في إغناء أوقاتنا بسحر لا يقاوم.
