هناك أكثر من دافع يدعونا للاحتفال بيوم الشهداء.. الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن يعيش الوطن آمناً مطمئناً مستقراً فإن أقل شيء نفعله لهم ولأسرهم أن نحتفل بهم ونحيي ذكراهم ونتذكر بطولاتهم وتضحياتهم وإيثارهم بأنفسهم في كل الميادين التي خاضوا بها تجارب العطاء.
إن أهم ما ينطوي عليه هذا الاحتفال من معاني في تكريم الشهداء .. يجعل منه نبراساً لنا في تعزيز الانتماء وغرس روح الولاء للأجيال الجديدة ودعوتهم للتضحية والدفاع عن الوطن .. فالاحتفال ليس مجرد ذكرى عابرة لأولئك الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنعيش نحن.
يوم الشهداء يحمل آلاف الحكايات والدروس.. فلكل شهيد حكاية خاصة به تحمل بين طياتها كنزاً من كنوز العطاء والتضحية يرويها من هم حوله ممن عاش تفاصيلها وكان شاهداً حياً على رمزيتها، فينقلها لأطفاله وذويه من بعده جيلاً وراء جيل.
ففي ميادين المعارك حيث يتحقق شرف الشهادة.. هناك تنبت بذور الحكاية وتتحقق العدالة في العطاء وتكبر قصة التضحية ورمزية المكان والزمان بما يرافقها من عظمة التسمية وهو ” الشهيد الشهيد”.
مع استمرار قوافل الشهداء في وطننا الحبيب أعتقد أن أي دعم ومساندة وتشجيع يتم تقديمه لأسرهم هو قليل مقارنة بالثمن الذي دفعه الشهداء.. ولا تغني عن آلام الفقد والفراق التي يتحملها الأهل سواء كانوا أطفالا صغاراً أو زوجات شابات أو آباء وأمهات عانوا من فقد أولادهم في عز الشباب.
ولعل تكريمهم المستمر يرد جزءاً من هذا العطاء والحديث عن بطولاتهم وتقديم حكاياتهم هي جزء من رد الجميل وليكونوا مصابيح لزرع فكرة الانتماء في أفضل صورها وجعل محبة الوطن موجودة في نفوس كل الأجيال الجديدة ولعل أبسط ما يمكن تركه من أرث الشهادة هو أن تكون قصص الشهداء وبطولاتهم وتضحياتهم موجودة في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام وفي مختلف أنواع الفنون “في الأغنية وفي اللوحة وفي الأفلام والمسلسلات والمسرحيات” وغيرها لما يحمله الفن من أهمية في رفع وعي الناس بدور الشهداء ليكون ذلك تخليداً لذكراهم وإنصافاً لما قدموه من عطاء ومنارة لتستمر روح التضحية متأصلة لدى أبناء الوطن.

السابق
التالي