الثورة – يمن سليمان عباس:
من المعروف أن العصر الرقمي بطوفان ما يقدمه كل ثانية لنا من معلومات وضخ لا يتوقف يجعلنا أكثر تشتتاً، ونحن نظن أننا امتلكنا العالم والقدرة على التحليل، ولكن ذلك وهم بلاشك، وتبدو المعلومات كأنها عش عنكبوت واه لا معنى له يتمزق فوراً بلا فائدة.. هذه الحال جعلت علماء النفس والاجتماع ينكبون على دراسة التركيز وكيف نصل إلى الفائق منه.
هذا ما يقف عنده كتاب “التركيز الفائق: كيف تكون أكثر إنتاجية في عالم التشتت” لكريس بايلي الذي هو استكشاف عميق لقدرة العقل البشري على التركيز وكيفية استغلال هذه القدرة لتحقيق المزيد بجهد أقل.
وفي خلاصات الدراسة يقوم البحث على فكرة أساسية تتمثل في أن العالم الحديث، مع تشتته المستمر، يجعل من الصعب على الأفراد الحفاظ على التركيز فيما يهم حقاً.
يقترح بايلي أن المفتاح لفتح أبواب الإنتاجية والإشباع الشخصي ليس بالضرورة في أداء المزيد من المهام، ولكن في التركيز بعمق أكبر على عدد أقل من المهام.
يقدم بايلي مفهوم “التركيز الفائق”، الذي يعرفه بأنه حالة من التركيز التام تجاه مهمة واحدة، بعيدة عن التشتت، وهذه الحالة تسمح بزيادة الإنتاجية والإبداع إلى أقصى حد، ومن ناحية أخرى، هناك حالة “التشتت العقلي” التي تسمح بترك العقل يجول ويقوم بربط أفكار غير متصلة ببعضها البعض، كلا الحالتين لهما مزاياهما، ويقترح بايلي أن القوة الحقيقية تأتي من التبديل بفعالية بين هاتين الحالتين.
ويسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الناس اليوم، مثل تواصل وصول الإشعارات والرسائل الإلكترونية وغيرها من المصادر التي تشتت الانتباه وتسحبهم بعيداً عن حالة التركيز الفائق، ويقدم الكتاب استراتيجيات لتجاوز هذه التشتتات، مثل تجهيز بيئة تعزز من الإنتاجية، وأخذ استراحات مقصودة وجدولة جلسات التركيز، هذه الاستراتيجيات تساعد في زرع التركيز العميق وضمان قضاء الوقت في المهام التي تتناسب مع القيم والأهداف الشخصية.
يقدم مؤلف الكتاب “التركيز الفائق: كيف تكون أكثر إنتاجية في عالم التشتت” وجهة نظر جديدة حول الإنتاجية في العصر الرقمي، حيث لا يتعلق الأمر بضغط المزيد من المهام في اليوم، ولكن بفهم كيف يعمل تركيزنا واستغلاله لتحقيق نتائج أكثر قيمة ومعنى.