” إن لم يكن وضع الفقراء والشريحة الوسطى جيداً لا يمكن للاقتصاد أن يتحرك ” كلام السيد الرئيس بشار الأسد كان واضحاً وغايته وجود برنامج أو نهج يعبر عن تقاطع المصالح بين مختلف الشرائح وليس شريحة تربح على حساب الأخرى.
العناوين الاقتصادية التي طرحها السيد الرئيس بشار الأسد خلال كلمته أمام اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي كانت الخارطة التي يجب على الحكومة أن تعمل على تنفيذها، ولاسيما لجهة دعم القطاع العام وتعزيز دوره بشكل نوعي ومدروس ودعم قطاع الزراعة الذي يعادل الأمن الوطني وكيفية دعم الشرائح الفقيرة.
إذاً، هي رؤية جديدة لدور الدولة وطريقة التعاطي مع مختلف القطاعات لتحقيق التوازن بين الجانب الاقتصادي والاجتماعي، لأنه عندما لا يتحقق هذا التوازن فسيكون هناك شلل بالسياسات، وبالتالي فشل في الإجراءات التي تقوم بها السلطة التنفيذية على جميع المستويات.
وقد يكون العنوان الأهم الذي تحدث عنه سيادته هو” مكافحة الهدر والفساد” الذي يحتاج لبيئة صحيحة وإيجاد منظومة سليمة لتحقيق نتائج حقيقية على أرض الواقع ودون ذلك هو مضيعة للوقت.
بالتأكيد كل ما تم طرحه بحاجة إلى نقاش مستفيض وحوار موسع للوصول إلى آليات عمل تنفيذية لكل مستوى مهما كان.
وبالتأكيد أيضاً آلية الترجمة تحتاج لإدارة وإرادة قوية وإلى أصحاب الهمم الوطنية لتنفيذ النهج الجديد وترتيب الأولويات للمرحلة القادمة.
هي تحديات قادمة واختبار لقدرة الحكومة القادمة على الإدارة الصحيحة لمواردنا المحدودة، فالواقع صعب ويحتاج إلى عمل وتكاتف الجميع لترجمة تلك العناوين على أرض الواقع، بعيداً عن الروتين والبيروقراطية التي من الممكن أن تقف في وجه أي إصلاح.