الثورة – ناصر منذر:
رغم حملات القمع والاعتقالات الواسعة التي تشنها الشرطة الأميركية ومثيلاتها في باقي العواصم الغربية، تتواصل احتجاجات الطلاب في الجامعات الأميركية والأوروبية تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وللمطالبة بوقف هذا العدوان، وقطع العلاقات الأكاديمية مع الكيان الإسرائيلي.
وقد شارك الآلاف من الأشخاص في مسيرات، في شوارع حي مانهاتن بولاية نيويورك، وبمدينة دالاس بولاية تكساس، للتنديد بالاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح واستمرار الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وللمطالبة بإنهاء الجرائم الإسرائيلية.
كما نظم نشطاء اعتصاماً آخر في مدينة سياتل بولاية واشنطن تنديداً بالحرب، رفعوا خلاله لافتة طويلة تحمل أسماء الأطفال الشهداء في قطاع غزة ممن هم دون سن السادسة.
وتستمر المظاهرات الطلابية في أكثر من 120 معهداً وجامعة أميركية رغم التضييقات الأمنية والاعتقالات التي تجاوزت الـ 2500 شخص للمطالبة بوقف التعاون الأكاديمي والأبحاث مع الكيان الإسرائيلي وسحب “المال الوقفي الجامعي” من حكومة الاحتلال، حيث نظمت مسيرة ضخمة باتجاه معهد الأزياء للتكنولوجيا في مدينة نيويورك لحماية “مخيم التضامن مع غزة” من شرطة المدينة، ومسيرة أخرى لحماية الخيم في جامعة شيكاغو بولاية الينوي، وتظاهر طلاب ونشطاء أمام منزل رئيسة جامعة جورج واشنطن إلين جرينبرج التي رفضت لقاء الطلبة لمناقشة مطالبهم بوقف الاستثمارات في الكيان الإسرائيلي.
وفي باريس أخلت الشرطة الفرنسية بالقوة قاعة في جامعة السوربون اعتصم فيها طلاب مؤيدون لفلسطين مستخدمة الهراوات ضد المحتجين.
وأفادت وكالة فرانس برس بأن الشرطة الفرنسية اقتحمت جامعة السوربون لإجلاء ناشطين مؤيدين لفلسطين من قاعة تدريس في الجامعة الباريسية المرموقة، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تعهد رئيس الوزراء غابريال أتال بأنه لن يكون هناك أبداً حق في تعطيل الجامعات الفرنسية.
وهتف المحتجون في قاعة التدريس (رفح، رفح، نحن معك) ورددوا شعارات تندد بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، فيما قامت الشرطة بالاعتداء على عدد منهم واعتقال 39 شخصاً من بينهم.
وبينما كان عناصر الشرطة يخلون المحتجين من قاعة التدريس، كان عشرات المناصرين للقضية الفلسطينية يحتشدون على مقربة من الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة حول الجامعة مرددين هتاف (فلسطين ستعيش، فلسطين ستنتصر).
ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي في جامعة السوربون العريقة بعد أيام قليلة على احتجاجات سجلت في جامعة سيانس بو الباريسية.
وفي برلين، أخلت الشرطة الألمانية مخيم احتجاج مؤيداً لفلسطين في باحة جامعة برلين الحرة، والذي دعا إلى وقف العدوان على غزة.
وأقام نحو 100 شخص قرابة 24 خيمة في الحرم الجامعي، انضماماً إلى دعوة “ائتلاف طلاب برلين” للاعتصام داخل الجامعات الألمانية، وفق ما أوردت “رويترز”.
وانضم طلاب من مختلف جامعات برلين إلى الاحتجاج حاملين الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات تدعم الفلسطينيين وتدين “إسرائيل” وألمانيا.
وطالبت المجموعة الطلابية بإسقاط التهم الجنائية ضد الطلاب وغيرهم ممن أظهروا تضامناً مع الفلسطينيين في الجامعات، كما طالبت الجامعات بمعارضة الإصلاحات المخطط لها في مجلس الشيوخ في برلين والتي من شأنها تمكين طرد الطلاب لأسباب سياسية.
كما حثوا على منع الشرطة من دخول الحرم الجامعي وإعادة الأكاديميين والموظفين في الجامعات الألمانية ومعاهد البحوث، الذين تم طردهم أو تجميد تمويلهم بسبب موقفهم السياسي.