الثورة – درعا – جهاد الزعبي:
بعد تراجعها لمدة شهرين عادت أسعار الألبان والأجبان بدرعا للارتفاع بنسبة ٥٠% لتصل إلى مستوى جعل شريحة واسعة من الأهالي غير قادرين على تحمل تكاليفها، علماً أنها تشكل مادة أساسية من احتياجات المائدة.
وفي استطلاع لـ”الثورة” بأسواق المحافظة قال المواطن محمد الفهد: إن أسعار الألبان والأجبان مرتفعة جداً، ويصل ثمن كيلو اللبن الرائب ٩٥٠٠ ليرة واللبن المصفى ٤٠ ألفاً واللبن المصفى مسحوب الدسم ب ٢٠ ألف ليرة، بينما وصل ثمن كيلو جبنة الغنم ٣٠ ألفاً وجبنة البقر ٣٥ ألف ليرة.
وقالت زبيدة الناصر إن أسعار الألبان والأجبان شهدت خلال فصل الربيع تراجعاً مقبولاً بسبب توفر المراعي المجانية وانطلاق موسم حليب الأغنام الذي ساهم بشكل كبير في منافسة حليب البقر مما أدى لتراجع الأسعار بنسبة ٢٠% .
وأضاف فاضل العلي أن أسعار الألبان والأجبان ليس لها ضوابط محددة وكل يوم تجد سعر جديد وذلك تحت حجة ارتفاع أسعار الأعلاف، علماً أن أسعار اللبن المصفى تراجعت منذ حوالى الشهر إلى ٢٢ ألف ليرة والجبنة إلى ١٦ ألفاً بسبب زيادة عرضها وتوفرها بكثرة خلال فصل الربيع.
وبين فتحي السودي وهو مربي أغنام وأبقار أن ارتفاع أسعار الحليب واللبن والجبنة مرتبط بارتفاع أسعار الأعلاف، حيث شهدت أسعارها ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، وهذا الأمر تطلب منا كمربين ضرورة رفع الأسعار لسد نفقات تربية الثروة الحيوانية والاستمرار بهذه المهنة، فقد خرج مئات المربين من الإنتاج وباعوا أغنامهم وأبقارهم بسبب عدم تمكنهم من توفير الأعلاف بأسعار مناسبة، إذ وصل ثمن كيس العلف وزن ٥٠ كغ إلى ٢٠٠ ألف ليرة.
وقال أحد الباعة إنه وكنتيجة للارتفاع الكبير في الأسعار، فقد انتشرت ظاهرة الغش في مختلف أنواع منتجات الألبان والأجبان، مما جعل الأسعار متباينة بشكل غير معقول ولا تتناسب أبداً مع دخل المواطن.
منتشرة بالأسواق الشعبية..
ومن خلال مشاهدتنا لواقع الأسواق الشعبية في مدن وبلدات المحافظة لاحظنا انتشار ظاهرة بيع الألبان والأجبان عبر باعة جوالين أو سيارات متجولة في الشوارع، وتقوم هذه السيارات ببيع منتجاتها من الألبان والأجبان بأسعار أقل من المحال الخاصة وبنسبة كبيرة تتجاوز ببعض الأحيان ٥٠ بالمئة، وهو ما جعل العديد من المواطنين يتساءلون عن مصدر هذه المواد وعن احتمالية أن تكون مغشوشة أو غير مطابقة للمواصفات الرسمية، حيث تبيع السيارات المتجولة كيلو الجبنة بسعر يقارب ٢٠ ألف ليرة، في حين يصل سعرها في الأسواق إلى ما يزيد عن ٣٠ ألف ليرة، كما أن اللبنة تباع بسعر ٢٠ آلاف ليرة للكيلو الواحد، في الوقت الذي يتم بيعها في محال الألبان والأجبان بأسعار تتراوح بين ٢٥ إلى ٣٥ ألف ليرة سورية، وكل ذلك وسط غياب الرقابة التموينية وعدم وجود جمعية للألبان والأجبان بدرعا.
الأسباب الرئيسية لارتفاعها
قال أحد المنتجين: لا شك من أن ارتفاع أسعار الألبان والأجبان بمختلف أنواعها يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير، وخصوصاً فيما يتعلق بالأعلاف والطاقة، وهذه الارتفاعات المتكررة في أسعار الحليب ومشتقاته ترتبط كذلك بالارتفاع بأسعار حوامل الطاقة -حسب قول أصحاب محال بيع الألبان- إلى جانب انخفاض مستوى الدعم الحكومي من المحروقات للمنتجين، الأمر الذي يجعل الحرفي يشتري المازوت والغاز بسعر حر عالي يضعه تحت مطرقة الخسارة.
واليوم نتيجة للارتفاع الكبير في الأسعار وانتشار الغش فإن العديد من العائلات ذات الدخل المحدود، قد استغنت تماماً عن منتجات الألبان والأجبان إلى حين انخفاض أسعارها.