الثورة – ديب علي حسن:
من المعروف أن النقابات أو الاتحادات أو المنظمات المهنية وجدت لترعى شؤون الجهات التي انبثقت عنها تعيينا أو انتخابا، وبغض النظر عن إمكانات وقدرات من يصل إلى أعلى هرم فيها لكنه بالضرورة مسؤول عما ينجز في الجهة التي يشرف عليها مع أعضاء مكتبه.
ومن الطبيعي ألا تكون المهمة سلسة أو سهلة لاسيما في اتحاد مثل اتحاد الصحفيين، ولكن بالإرادة يمكن العمل وفي أفضل الأحوال إذا لم يستطع العمل والتقدم فليكن على الأقل الحفاظ على الجوانب أو المكتسبات التي تحققت ومنع الانحدار نحو المزيد من الخسارة.
هنا لن أدخل في تفاصيل ما أنجزه أو ما لم ينجزه اتحاد الصحفيين، بل نترك السؤال لأعضاء الاتحاد ومنهم إلى أعضاء المؤتمر؛ هل استطاع المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين أن ينجز أو أن يحافظ على ما كان؟
بالتأكيد ستكون الإجابات كثيرة ومتعددة ولكل منها مسوغات.. ولكن لابد من طرحها بشكل مهني على طاولة المؤتمر ونقاشها بشكل موضوعي ومنطقي.
أتابع ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات التي يديرها زملاء إعلاميون.. الكل متحمس للعمل والنقاش وطلب التوضيحات اللازمة حول الكثير مما جاء في التقرير الذي سيقدم للمؤتمر.
هذا حق وواجب وعلى المكتب التنفيذي أن يرد بإجابات مقنعة ومبررة للوصول إلى ما يجب الوصول إليه.
وهنا علينا أن نشير إلى أن الحديث عن الاتحاد وعمله أو عمله ليس غاية شخصية أبداً ويجب التفريق بين النقد الذي يتناول العمل أي عمل وبين شخص من يقوم به.
وكوني عضواً في الاتحاد ومؤتمره لابد لي من القول: إن الاتحاد مقصر جداً في التواصل الفكري والمعرفي الاجتماعي مع أعضائه.. صحيح أنه مشكوراً يقدم الكثير عبر صفحة تواصل اجتماعي ولكن ليس هذا كل ما يجب أن يقوم به .
أظن أن لدى الاتحاد موقعاً الكترونياً ولكن من يديره من يكتب فيه وكيف.. هل تمت دعوة الزملاء للمشاركة وحسب الإمكانات والقدرات؟
لم يحدث أن دعا الاتحاد إلى لقاء اجتماعي أو فكري أو تعارفي، مرة واحدة حدث ذلك وكان من قبيل الدعاية الانتخابية كما قالت إحدى الزميلات مرة.
وبالمناسبة الاتحاد كما معظم مؤسساتنا الثقافية معني فقط بأسماء مكرسة تعيد وتردد ما قالته في كل مرة.
أما في الشأن الاجتماعي ورعاية ومتابعة أمور الزملاء المتقاعدين أو العمل على تكريم بعضهم فهذا توقف منذ فترة طويلة، ما الذي يضير لو كان الأمر المتقاعد بأمس الحاجة إلى أن يكون الاتحاد معه حسب القدرة، ليس المطلوب أن يقدم له كل شهر أو عام المن أو السلوى، ولكن على الأقل لو كلمة (شكراً) هذا لم يحدث.
ماذا لو نظم الاتحاد لقاءات دورية مع أعضائه في المؤسسات؟ ما دور اللجان المهنية وماذا تفعل؟ وسؤال آخر لماذا لا يعمل الاتحاد بعقلية منفتحة كما تفعل بقية الاتحادات؟ سيكون الجواب هناك إمكانات مادية كبيرة لدى بعضها مثل “الكتاب العرب” ربما، ولكن ليعمل اتحادنا حسب إمكاناتنا.
وسؤال آخر: كيف ينتمي الاتحاد بعمل ما ليس له علاقة فعلياً بأرض الواقع ( تقرير الحريات) أي حريات للإعلام في العالم.. إنها الكذبة الكبرى والعدوان على سورية وغزة يكشف ذلك.
في المؤتمر يجب رسم خطوط ملامح العمل للقادم، الحماس وحده لا يكفي ولا نتهم أحداً لكننا جميعا مقصرون وكل منا حسب موقعه ومسؤوليته، وهذا أمر مهني وليس شخصيا.. لابد من استعادة وتفعيل دور الاتحاد وهذا ينطلق بدءاً من الانتساب إليه، وضرورة توصيف الصحفي أو الإعلامي الحقيقي فالأمر بات ضرورة ملحة.
وكلمة أخيرة: هذا المكتب التنفيذي ومجلسه نحن من انتخبناهم ولسنا خارج المسؤولية أبداً.. ليكن المؤتمر منبراً موضوعياً للحديث والنقاش نأمل ذلك.