الثورة – طرطوس – لجينة سلامة:
للناس مقامات وللأمان حدود.. ومتى تجاوزنا المقام وتلاشت الحدود صرنا في بقعة جغرافية يقال عنها وطن بلا انتماء..
عندما وقعت جريمة الحرب على سورية ذهبت الأقلام لتكتب عن الوطن.. الآمن والوطنية وماهيتها، وكانت الصدمة في صدى السؤال: ماذا يعني لك الوطن!. وراحت البنان تشير إلى العلم الوطني ليسود الصمت مطبقاً على عجز في التعبير!
ثم تضيف إلى السؤال ماذا يعني أن تكون وطنياً.. فيسود الصمت مجدداً..
وجاءت الحرب تضرب بخناجرها وتتسبب بطعنات الموت والعجز والفقد والعوز، وظلّ السؤال يصدح في البال: “ماذا يعني لك الوطن” بلا إجابة وبقي الباب مفتوحاً على مصراعيه يستقبل التعريفات والمصطلحات على كثرتها، وإن أدركت القلّة لاحقاً أن الوطن كرامة، نعم الوطن كرامة وفقط.
الكل بحاجة إلى لقمة العيش لتسند ظهور الآباء التي تنحني ليستظلّ بها الأبناء، لكن الوطن أغلى من تلك الحاجة فنستبعدها عندما تكون مغمّسة بالهوان.
الوطن هو الشعور السامي بالغبطة والانتماء لبقعة جغرافية أنت منها وهي منك، فيها أنت حرّ.. تنتابك دوماً مشاعر الانتماء لأرض مقدسة رأسك شامخ دوماً شموخ الجبال لا تحنيه إلا تحية لعلم الوطن ولأرواح الشهداء الشرفاء، ولا يقشعرّ بدنك إلا لسماع نشيده الوطني وأنت تحتفي مع أبناء بلدك بانتصاراته وصموده في وجه الحرب التي أيقظت فينا قيماً لم نستوعب جوهرها بعد.
ولأن الإعلامي في خندقه المهني إلى جانب الجندي على جبهته العسكرية هو جزء من كيان هذا الوطن، والذي يدرك مليّاً كيف يمكن لأدواته المهنية أن تكون مع وطنه، فوطنيته وكرامته تجعل منه جداراً صعب المنال، وهو الأمر الذي لا يتجزأ لديه عندما يتعلق أيضاً بمهنته في ساحة العمل.
من الطبيعي أنه وبفعل وطنيته سيكون أسمى وأرقى من أن يتربّع على مقعد، وإن لم يحظ بمقعد فارغ في أي فعالية يعمل على تغطيتها.. ومهنيته تستدعي أن يعمل بحواسه الخمس.