«الأرض هي كلّ شيء.. علينا أن نعود إليها»

هفاف ميهوب
«ليالينا الآن تخنقها الدماء.. وراء بابكم الكبير هذا، وراءَ مصراعيهِ السّامقين، تتراكم الجثث.. أباؤنا، أبناؤنا، أطفالنا، نساؤنا، يُقتلون في كلّ لحظة بوحشيةٍ منظّمة.. في كلّ لحظة، بيوتُنا تُنسف ومدننا تُحرقُ»..
كلماتٌ، لكاتب وأديبٍ فلسطيني، لا بدّ لمن يقرأ أعماله الروائية، من أن يشعر بأن الهاجسِ الفلسطيني، قد طغى عليها بغزارةٍ وعمق، وبأن الهمّ الفردي، الذي هو همّه الوطني، قد انصهر بكامل الهمّوم الإنسانية..
إنه ما رسّخه في كلّ أعماله، جاعلاً من الذات الفلسطينية بصمته، وبوضوحٍ جليٍّ وبارزٍ، دلّ على أصالة هويّته وعدالة قضيّته:
«خمسون سنة من الصراع، من الحقدِ وتلقّي الضرب والكراهية.. من المقاومة العنيدة..
أي أمّة في التاريخ، عرفت هذا الردح الطويل والرهيب من العداءِ والقتال؟.. كيف كان لأيّ فلسطيني في مثل هذا الجوّ المرير، القاحل الفاجع، أن يفكّر ويعمل ويبني ويكتب، وهو يقاوم العتاة و الأقزام والمتجبرين أينما توجّه؟.
نعم، لقد كانت الشخصية الفلسطينية، بارزة في أعمال «جبرا» الروائية مثلما الذاتية، وبهمومها ونضالها وبطولاتها وأملها بتحرير بلادها..
كانت واضحة أكثر، وبارزة أكثر، في «عالم بلا خرائط» و»السفينة» و»البحث عن وليد مسعود»..
في الرواية الأخيرة، يتناول الشخصية الفلسطينية كرمزٍ للنضال الذي جسّده «وليد مسعود». البطل الذي قضى الكثير من سنوات شبابه يناضل ضدّ عدوٍّ، لم تمنعه معتقلاته التي ذاق فيها أشدّ أنواع التعذيب، من تقديم ابنه شهيداً، ومن ثمّ العودة إلى النضالِ، عبر انضمامه إلى صفوف المقاومة السرّية..
لا يكتفي «جبرا» في هذه الرواية، وفي غيرها من أعماله، بوصفِ نضال وبطولة الإنسان الفلسطيني، بل ويصف أيضاً، معاناته وضياعه وتمزّقه في الشتات، وغير ذلك مما قد يحبطه، أو يزيده إصراراً ورغبة، على إثبات وجوده وقيمته في الحياة.
وكأنه يتحدّث عن نفسه، بل يتحدّث عنها، وعن كلّ مناضلٍ أو مفكّر أو مبدعٍ فلسطيني، عاش تفاصيل المأساة، بدءًا بالاحتلال ونكبة الاجتياح، وصولاً إلى ما نراه اليوم، وتتفاقم فيه جرائم العدو الصهيوني..
نعم، لقد عكست أعمال «جبرا» حسه الوطني والإنساني، من خلال المعاناة الفلسطينية.. عكست عمق ارتباطه بالوطن، بأرضه وجذوره وصخوره وزيتونه، وغير ذلك مما جعل شخصياته تحمل الكثير من صفاته، بل وثقافته وغربته التي وصفها في روايته «السفينة»:
«الغربة نفسها هي غربةٌ عن مكانٍ، عن جذورٍ، وهذا هو جوهرُ الأمر.. الأرضُ هي كلّ شيءٍ.. نهربُ.. نهربُ باستمرارٍ، وعلينا الآن أن نعود إلى الأرض.. يجب أن تكون لنا تحت أقدامنا أرضٌ صلبة، نحبّها ونخاصمها ونهجرها، ولشدّةِ ما نحبّها ونخاصمها، نعود إليها»..

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات