مها دياب
تأتي أهمية الامتحانات لتقييم المستوى التعليمي والمعرفي الذي يحصل عليه الطلاب خلال السنة الدراسية وقياس فهمهم للمواد، ومع بدء الامتحانات في كل عام تبدأ مرحلة إعلان حالة الطوارئ من قبل الأهل والمدرسين على الطلاب لتقييم دراستهم خلال العام، وكثير من الأهالي يعتبرون الامتحان نوعاً من التحدي الصعب عليهم وعلى أبنائهم، ودائماً ما يريدونهم بالمرتبة الأولى ولا بد من أخذ العلامة التامة، الأمر الذي ينقلب إلى حالة سلبية بعلاقتهم مع بعضهم البعض، وبالتالي خلق جو من الخوف والقلق وربما فشل بالامتحان.
هواجس متباينة
عبرت السيدة مايا- وهي أم لثلاثة أطفال- عن خوفها وقلقها الدائم خلال فترة الامتحانات، بأنه عليها التعامل مع كل طفل وتدريسهم مع اختلاف قدراتهم على الحل والاستيعاب والتعامل مع خوفهم من الذهاب إلى الامتحان بمحاولة التشتيت على الأم والتمرد أحياناً على الدراسة، الأمر الذي يجعلها في حالة قلق وسلبية بالتعامل معهم.
أما نور القاضي أشارت إلى مشكلتها بالقول: لدي طفل يعاني من عدم القدرة على التركيز رغم ذكائه وأدائه الجيد، بداية كنت أتعامل معه بقسوة وعصبية، الأمر الذي شكل حالة سلبية قوية ما بيننا، إلى أن طلبت المساعدة من المدرسة وبنصائح الإرشاد النفسي توصلت لطريقة التعامل معه والسيطرة على غضبي وإشعاره بالأمان والثقة وعدم الخوف مني، الأمر الذي حسن كثيراَ بعلاماته في الامتحان.
المراجعة الدائمة
بدأت المعلمة غادة الصباغ حديثها عن أهمية الامتحانات من ناحية تقييم الطالب وتعويده على تفريغ المعلومات والمعارف لديه التي درسها خلال العام، وأكدت على أهمية السبر والمراجعات التي تتم ما قبل الامتحانات والتي تعطي الطالب القدرة على استرجاع المعلومات وتأكيدها في دماغه.
بينما المعلمة نور حامد أكدت على ضرورة استيعاب خوف الطالب يوم الامتحان عبر قراءة الأسئلة بهدوء وشرحها بشكل مبسط مطمئن للطلاب، بالإضافة طبعاً لبناء الثقة ما بين المدرس والطالب خلال العام الدراسي والمتابعة الدائمة مع الأهل في حالة أي تقصير أو سلوك سيء من قبله.
أما المدرسة مريم حمود تمنت أن يخفف الأهل من الضغط السلبي على أبنائهم وتخفيف حالة الصراع مع المدرسين واتهامهم في حال أي تقصير من قبل الطالب، وتمنت المتابعة الدائمة من قبل الأهل ومراعاة الفروق الفردية والقدرات الذاتية لأبنائهم وتقبلها وتشجيعهم على الدراسة والتفوق والتعامل مع الامتحان بثقة وبالتالي الوصول إلى تفوقه.
التقييم من خلال الاختبارات
تحدثت بشرى عبد الخالق- مدير مدرسة- عن فترة الامتحانات وأهميتها، وكيف أن الأهل يعتبرونها تحد صعب لهم ولأبنائهم الأمر الذي يشكل حالة من الضغط السلبي الذي يسبب الخوف وعدم القدرة على الحل في كثير من الأحيان، وفي كثير من الحالات يتهم الأهل المدرسة بصعوبة الأسئلة الامتحانية لأن ابنهم متفوق وذكي فيكف فشل أو لم يحل الامتحان.
وأوضحت أن الإدارة تراقب الطلاب خلال العام الدراسي من خلال النشاطات الصفية والمذاكرات والسبر المستمر لكل المواد والذي يتم أسبوعياً، وبالتالي يتم اختيار أسئلة الامتحان مراعية لجميع الطلاب مع وجود طبعاً أسئلة خاصة للمتميزين، وأكدت على ضرورة تعامل الأهل مع أبنائهم بهدوء واستيعاب والتوجيه للدراسة بحب ومتابعة وعدم العصبية، خاصة و أن الكثير منهم يكون ملماً بكل المنهج من خلال مراجعة المدرسين لهم قبل الامتحان، والدراسة مع الأهل لتأكيد المعلومات ليس أكثر، بالتالي لا داعي للتوتر والقلق خاصة مع الصفوف الانتقالية، والعمل على تعزيز ثقة الطالب بنفسه من خلال الكلمات التشجيعية والتعامل بالحب وتحضيرهم يوم الامتحان باللباس وتناول وجبة الفطور.
العلامة التامة
ذكرت السيدة بشرى أن مشكلة الأهالي دائماً هي العلامة التامة في الامتحان لكل المواد، بالرغم من أنها لا تعبر أبداً عن قدرات الطالب أو ذكائه، بينما المشكلة تكمن في كثير من الأحيان أن الطالب لا يستطيع استرجاع المعلومة بالسرعة المطلوبة كما يقال بالرغم من معرفتها وفهمه لأسئلة الامتحان بسبب الحفظ دون الكتابة، الأمر الذي انتشر بشكل لافت بين الطلاب، ناصحة الأهالي والمدرسين والطلاب بضرورة كتابة ما يدرس ويحفظ دائماً، خاصة في الشهادات لأنها تدربهم على استرجاع المعلومة وتثبيتها على الورق وسرعة الكتابة في الامتحان وحل الأسئلة بسهولة ويسر دون توتر أو خوف.
نصائح الإرشاد النفسي
المرشدة النفسية علا مسعود أكدت أن المدرسين يصنعون علاقة ثقة ومحبة بينهم وبين التلاميذ خلال العام الدراسي ومن خلال المراجعات والسبر الدائم يكون لديهم خبرة جيدة بالتعامل مع الامتحان، ومع ذلك نجد من خلال متابعتنا أن عدداً كبيراً من الطلاب متوتر وخائف، وغالباً ما يكون ذلك بسبب خوف وضغط الأهل المستمر عليهم في المنزل.
وأكدت أنه أيام الامتحانات يجب توفير جو من المحبة والهدوء في المنزل، وعدم نقل الخوف والتوتر للأبناء، وضرورة إعطائهم فترات استراحة سواء للعب أو مشاهدة التلفاز أو الاجتماع مع الأهل بجو أسري للحديث أو المزاح لتفريغ الطاقة السلبية ولإعطاء طاقة إيجابية في المنزل ومن أجل شحن النشاط والعودة لمتابعة الدراسة.
وأضافت أيضاً أنه يجب على الأهل المتابعة والمساعدة في الدراسة وتأكيد ثقة الأبناء بأنفسهم وقدرتهم على الحفظ وحل الأسئلة دون خوف، وشددت على عدم مقارنتهم بالغير وعلى نقل الأمان والشعور بالفخر لهم دائماً.
وتابعت مسعود أنه يجب أيضاً على المدرسين التعامل بمحبة وهدوء في القاعات الامتحانية وخاصة الصفوف الابتدائية الأولى وشرح الأسئلة بشكل مبسط وهادئ والحديث معهم بابتسامة وإشراق وعدم الصراخ إطلاقاً في القاعة الامتحانية.