الثورة – منال السماك:
شعور بالفخر والاعتزاز سيعتلي قامتك ويشمخ برأسك عالياُ كسوري، وأنت تلجّ مدخل معرض دمشق الدولي، فها هي دمشق تعود للتألق من جديد بطقس اقتصادي واجتماعي، لطالما تفاخرت به أمام العالم كمدينة حضارية تجمع بين العراقة والأصالة ومواكبة التطور والحداثة، لتجمع على أرض مدينة المعارض فعاليات اقتصادية لشركات وفعاليات من دول عربية وأجنبية، حرصت على التواجد الفعال في هذه الدورة، بعد جفاء لامس علاقتنا مع دول العالم في عهد نظام بائد.
من مختلف المحافظات
يلفتك الزوار الذين تهافتوا من كل حدب وصوب، من شرائح اجتماعية متنوعة، أعلام دول كثيرة عادت من جديد لترفرف، وتشارك بهذه التظاهرة الحضارية، كما سيبهرك التنظيم والاهتمام بالتفاصيل، والحرص على عرض كل ما هو حديث من منتجات تهم الزائرين كافة.
في وقفة لصحيفة الثورة مع بعض الزوار استطلعنا فيها آراءهم في زيارتهم للمعرض، وما هو الهدف الذي دفعهم للقدوم، وقال حميد القاسم القادم من محافظة درعا، برفقة عائلته بسيارته الخاصة: لدينا شوق كبير لمشاهدة كيف سيكون المعرض بعد أن تحررت سوريا، وقد حرصت على اصطحاب عائلتي وأطفالي ليروا هذه التظاهرة الاجتماعية التي يكثر الحديث عنها حالياً، فسوريا قبل التحرير ليست كما بعده، فكل شيء تغير نحو الأفضل، كما أنني أحببت أن يشاهد أطفالي الروبوتات عن قرب، وكذلك للمشاركة في بعض الفعاليات التي تخص الأطفال وتلامس اهتماماتهم.
في ركن آخر جلست مجموعة ضمت بعض النساء والرجال والأطفال، وعند سؤالهم من أين قدموا، تبين أنهم مجموعة أقارب استأجروا ميكرو باص وأتوا من مدينة حمص، تقول السيدة براءة السيد: الكثير منا كان لديه الفضول للمجيء واستكشاف المعرض هذه السنة بعد انقطاع دام لسنوات، إضافة إلى أن لمعرض دمشق الدولي خصوصية اجتماعية تلامس قلوبنا وذاكرتنا، وحضوره له أهمية خاصة تعني كل سوري، إذ يجتمع السوريون بكل أطيافهم، وهو فرصة للاطلاع على منتجات وسلع جديدة، والمشاركة في فعاليات فنية تقام على أرض المعرض كما هو معتاد.
ولم يقف بُعد المسافة حائلاُ دون قدوم حسان الفوعة مع أصدقائه من منطقة جمرايا، تحدث قائلاً: منذ أيام المعرض على ضفاف بردى كنت شاباً أذهب للمعرض برفقة أهلي، ولدي الكثير من الذكريات والصور، فزيارة المعرض هو أكثر من كونه عرضاً للمنتجات والسلع، فهو طقس اجتماعي سوري يلامس الذاكرة السورية، والكثيرون يعتبرونه سيراناً دمشقياً بنكهة خاصة، وما زالت صورنا العائلية في مدينة المعارض القديمة ضمن ألبوم الصور العائلية.
مسنون وذوو احتياجات خاصة
لم يمنع كبر العمر والعجز أو الإعاقة القدوم، وبين أرتال الازدحام هناك بعض القادمين من ذوي الاحتياجات الخاصة حرصوا على حضور فعاليات المعرض، للمشاهدة والاطلاع والمشاركة، فمنهم من تحمله كراسٍ متحركة، أو عكازات تعينه على السير والتنقل، أو يدعم جسده الواهن بووكر، فالحدث أكبر من أن تفوت فرصته.
صور كثيرة وخلفيات حديثة تتراقص فيها نوافير المياه، وألوان وأضواء تعانق انسيابيتها، سيحفظها الكثيرون في ذاكرتهم والبومات صورهم الخاصة، سيستحضرونها كلما تحرك بهم الشوق لهذه الأيام التي احتضنت حدثاً خاصاً في دمشق ومعرضها الدولي.
فيما تغص ساحات مدينة المعارض بشرائح اجتماعية وعمرية متنوعة والقاسم المشترك بينهم، كان الحرص الشديد على التقاط الصور التذكارية في مواقع متنوعة ووضعيات مختلفة، تارة هي صور سيلفي فردية وتارة جماعية، وآخرون كانوا يستعينون بالمارة لالتقاط الصور، لتدوين حضور هذا الحدث في ألبوماتهم الخاصة أو نشرها على صفحات التواص الاجتماعي، فيما حرص البعض منهم على فتح مكالمات فيديو لمشاركة الحدث مع أقارب واصدقاء في الغربة.
الجدير ذكره أن معرض دمشق الدولي ما زال يشهد إقبالاً جماهيرياً حاشداً، والزائرون بين متسوق ومستكشف وقادم للترفيه كسيران دمشقي يرافق المعرض الدولي.