الثورة – مها دياب:
تشهد سوق البرمجيات في سوريا تحولات متسارعة، مدفوعة بالحاجة إلى حلول تقنية تواكب التطورات في القطاعات الحيوية مثل التعليم، الصحة، الإعلام، والسياحة.
ورغم التحديات التي واجهت القطاع خلال السنوات الماضية، إلا أنه بعد التحرير بدأت ملامح التعافي تظهر من خلال مبادرات محلية ودولية تهدف إلى دعم المجتمع التقني السوري، واستقطاب الكفاءات الشابة، وتوفير أدوات ذكية تسهم في تحسين جودة الخدمات.
ويأتي معرض دمشق الدولي هذا العام ليشكل منصة استراتيجية لعرض هذه المبادرات، واستكشاف فرص التعاون بين الشركات العالمية والجهات السورية.
مشاركة أولى للشركة
ضمن هذا السياق، تشارك شركة “زين llc” للذكاء الصناعي، في المعرض لأول مرة، في خطوة تهدف إلى استكشاف السوق السورية وفتح فرع رسمي للشركة في البلاد، وتعد الشركة من الجهات الرائدة في تطوير البرمجيات الخاصة بالذكاء الصناعي والتقنيات الناشئة، ومقرها الأساسي في الولايات المتحدة، ولها نشاطات في عدة دول.
تمثل المبرمجة هيلين نعمان الشركة في سوريا، وهي صاحبة رؤية تقنية وإنسانية تسعى إلى توظيف الذكاء الصناعي لخدمة المجتمعات، وتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات الواقع السوري.
تحويل النص إلى صوت
تقدم شركة زين في جناحها الخاص مشروع منصة “نبراتي”، وهي منصة تقنية عالمية متخصصة في تحويل النصوص إلى صوت باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي، وقد أطلقت المنصة في يوليو 2023 كأول منصة عربية في مجال التعليق الصوتي، وتتميز بجودة صوت عالية تصل إلى مستوى 6Q، مع دعم كامل للغة العربية بجميع لهجاتها، من السورية إلى الخليجية والمصرية وغيرها.
وتتيح “نبراتي” للمستخدمين التحكم الكامل في نبرة الصوت والمشاعر، وتوفر أدوات متقدمة لاستنساخ الصوت وتغييره، ما يجعلها مناسبة لمجالات متعددة مثل الإعلام، التعليم، الصحة، والسياحة.
خدمات مجانية للقطاعات الحيوية
تقول المبرمجة هيلين نعمان: إن الهدف الأساسي من المشاركة في المعرض هو تقديم مبادرة نبراتي كمشروع مجاني موجه للقطاعات الحكومية والإعلامية والتعليمية والصحية في سوريا.
وتضيف: “نحن نؤمن بأن الذكاء الصناعي يجب أن يكون في خدمة الناس، ولهذا نقدم خدماتنا مجاناً للجهات السورية، من تحويل المناهج التعليمية إلى محتوى صوتي تفاعلي، إلى أنظمة إرشاد صوتية في المشافي والمراكز السياحية، وصولاً إلى دعم المرضى والزوار عبر تقنيات صوتية مبسطة”.
وتؤكد نعمان أن الشركة تسعى أيضاً إلى دعم المجتمع التقني السوري من خلال تنظيم ورشات عمل وندوات تدريبية في مختلف المحافظات، بهدف تعليم الشباب السوري أساسيات الذكاء الصناعي وكيفية استخدامه في حياتهم العملية.
كما تعمل الشركة على استقطاب الكفاءات السورية في هذا المجال، وتوفير فرص عمل لهم ضمن مشاريعها الإقليمية.
وتضيف: “نحن نؤمن بقدرة الشباب السوري على الإبداع، ونسعى إلى أن نكون جزءاً من بناء بيئة تقنية متقدمة في سوريا”.
أداة للتفاعل والدمج
وتشير المبرمجة نعمان إلى أن تحويل النصوص إلى صوت لا يقتصر على الجانب التقني، بل يحمل بعداً إنسانياً، خاصة في دعم الفئات التي تحتاج إلى محتوى صوتي يساعدها على التركيز أو الوصول إلى المعلومات بسهولة، مثل طلاب المدارس، زوار المكتبات، أو المرضى في المراكز الصحية.
وتوضح أن المنصة يمكن أن تستخدم في تقديم الكتب بصيغة صوتية تفاعلية، وفي تسهيل الإرشادات داخل المؤسسات، ما يسهم في تحسين تجربة المستخدم في مختلف المجالات.
وتختم نعمان بالقول: “مشاركتنا في معرض دمشق الدولي هي انطلاقة أولى لنا في سوريا، ونأمل أن تكون بداية لعلاقة طويلة الأمد مع المجتمع السوري، نحن هنا لنستمع، لنتعلم، ولنقدم ما نستطيع من دعم تقني ومعرفي.
فسوريا تمتلك طاقات شبابية واعدة، ونحن نؤمن أن التكنولوجيا يمكن أن تكون جسراً للتنمية والتعافي”.
وبهذه المشاركة، تضع شركة زين للذكاء الصناعي أولى خطواتها على أرض الواقع السوري، حاملة معها رؤية تقنية وإنسانية، ورسالة مفادها أن الذكاء الصناعي ليس رفاهية، بل أداة لبناء مستقبل أكثر شمولية وابتكاراً.