الثورة – كلوديا حسن:
أكتب لك وأعرف لن تقرأي الحروف لأنك صغيرة ولكني أكتب لك لأنك الوحيدة التي تقرأين عيوني وروحي ووجعي..
صغيرتي حبيبة العمر.. أتيت إلى هذا الكون كهدية من رب السماء لتكوني لجرحي في هذا العالم الدواء، أتيت إلى هذا الكون وفي عينيك أرى حدة الذكاء، ذكاء يجمع أوراق الحياة بكل تفاصيلها من فرح وحزن وظلم وعدل في كتاب صغير لن يقرأه إلا قلبي، كتاب عنوانه عينياك الصغيرتان وخاتمته الأمل بأن أراك كبيرة بما يكفي لكي أتكئ عليك يوماً ما وأبكي على صدرك كما تبكين اليوم على صدري فتهدأي وتطمئني.
ابنتي نعيش في مجتمع شرقي له تقاليد جميلة، لكنه بالمقابل ورث عن الآباء أن البنت ضعيفة ونسي أنه خرج من رحمها، كوني قوية، وافخري بنفسك، وانظري إلى خالقك بعين المحبة وليس بعين الخوف، أحبيه وخافي من أن تبتعدي عنه فطالما أنك تحبيه لن يخذلك.
أحبي وافخري بأنك ابنة للمحبة فأنت أتيت إلى هذا العالم ثمرة لرابط مقدس بين أب وأم، أما الأب فهو الصديق والسند لك والسيف الذي سيشهر بوجه من يجرحك أو يقترب من عنفوانك وكرامتك ولن يدعك يوماً ضعيفة مكسورة أمام من يستبيح إنسانيتك بكلماته فقط لأنك وحيده، وأما الأم فلأنك تتكئين على روحها ستبقى قوية.
تصبحين على خير، ولن أغني لك: “يالله تنام يالله تنام” لأني لست مع ذبح الحمام، بل سأغني: “يالله تنام يالله تنام.. رح طيرلك الحمام”.
السابق
التالي