الثورة – همسة زغيب:
استطاعت الفنانة التشكيلية وداد سليمان بموهبتها الفنية رسم لوحات تعكس قدراتها الإبداعية، خاصة أنها ابنة أسرة فنية بارزة ساعدت على نمو موهبتها وصقلها بشكل كبير.
ركزت التشكيلية على المناظر الطبيعية الخلابة والأماكن الأثرية، رغم الظروف القاسية التي مرت بها منذ سنوات طويلة، ومازالت تحب الفنون والرسم، وتبدع في خيالها الواسع برسومات جميلة تحاكي الطبيعة بألوانها الزاهية والإنسان، ريشتها مغمّسة بالحنين والحب والإبداع لا تخلو من المشاعر والالتزام بالقواعد والنظم الفنية.
أبرزت التشكيلية سليمان اللون وجمالياته وحصرت المسافات والأبعاد والرؤى في إطار جميل يتأرجح بقوة في موضوعاتها، قضت أغلب وقتها بالرسم وهي تبحث عن ذاتها بالنظر إلى حلم كان صديق طفولتها، وتسعى من خلال حبها للفن لإيصال رسالة هادفة لتعبر عن كل ما يخالجها من مشاعر وأحاسيس وأفكار توصلها للمتلقي بطريقة ورؤية فنية متميزة، فرسمت البورتريه والطبيعة الصامتة، وطورت أعمالها من حيث التقنية والألوان واتجهت نحو الرسم ثلاثي الأبعاد والزخرفة العجمية على الخشب والتي ظهرت في أعمال جدارية ماتزال تزين جدران المدارس التي درست فيها وتسر كل من يشاهدها.
تأثرت سليمان ببلدتها الريفية الجميلة “ربلة” في حمص من جهة، وعشقها الذي لا ينضب لمدينة الياسمين دمشق وحاراتها القديمة وغوطتها وحدائقها حيث أمضت فيها وقتا طويلا فكان لها حضور كبير في أعمالها.
نمت موهبتها بمراكز الفنون بدءاً من قلم الرصاص والفحم وصولاً إلى جميع تقنيات الرسم ومن الأسلوبين الواقعي والانطباعي إلى الأسلوب التجريدي التكعيبي، تحتمل الكثير من الإجابات عبر تبديل عناصرها وتغيير أشكالها بهدف نقل التأثير الانفعالي للمتلقي .
وشاركت في عشرات المعارض الفردية والجماعية بمختلف المحافظات كما شاركت مؤخراً بالمعرض الفردي في صالة صبحي شعيب للفنون التشكيلية.