الثورة – رفاه الدروبي:
يبقى للكتاب ألقه، فالعيون ترنو دائماً إلى الرفوف، لتمتدَّ أيدي القرَّاء إليها متى شاؤوا ويحصلون على معلومات موثقة، محفوظة الحقوق والطباعة والنشر والتحقيق أكثر من الثقافة الالكترونية، وتبدو كأنَّها ذرات غبار تمحو معلوماتها بخطأ صغير من أناملهم.. المعلومات المهمة السابقة كانت موضوع نقاش وحوار ضمن ندوة عنوانها “الثقافة الورقية والثقافة الالكترونية ومواجهة الحرب السيبرانية نموذجاً” شاركت فيها الدكتورة ميس إسماعيل، والمحاضر جهاد الأحمدية، وأدار الندوة الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر في ثقافي أبي رمانة.
الأديب الخضر أشار إلى أنَّ الندوة في غاية من الأهميَّة، لأنَّها تسعى إلى تثبيت حضور الثقافة الورقية، وعدم الاستغناء عنها بأيّ شكل من الأشكال، لافتاً إلى أنَّ حدوث أي خلل في المنظومة الالكترونية تتوقف كل آليات العمل، ومنها الإعلامية والثقافية وغيرها، مؤكِّداً على ضرورة مواكبة التطور ومعرفة مايجري من خلالها لكن علينا أن ندرك أنَّ التخلي عن الثقافة الورقية يعني التخلي عن انتمائنا وهويتنا الشخصية والوطنية والتاريخية.
ولفت إلى أنَّ الثقافة الإلكترونية تُلحق الضرر بالشرائح الاجتماعية أكثر من نفعها لكن لا تقف ضدها ويتوجب علينا المحافظة على الكتاب الورقي وما يخلِّده ويوثِّقه، ويثبت ما نريده من التاربخ من خلال الصحافة أو الكتابة الورقية.
بدورها الدكتورة إسماعيل أوضحت أنَّ هناك اختلافاً بين الثقافة الورقية والإلكترونية، فالورقية أكثر أماناً من الإلكترونية، لأنَّنا عندما نحتاج إلى معلومات معينة من المواقع لا يمكن الوثوق بمصداقيتها أو صحتها، وبالتالي فالورقية تحقق المصداقية بشكل أكبر، وتساءلت عن كيفية إقناع الجيل الصاعد والتأثير فيه؟ مبيِّنةً بأنَّه يكون من خلال الانطلاق من المؤسسات التعليمية، وخاصة المدارس في مراحلها الأولى، ويكون من خلال منهاج الحاسوب، وتعريفهم بعلم السيبراني المرتبط بمفهوم الحرب السيبرانية كونها عبارة عن هجمات تقوم باختراق الأنظمة الالكترونية العالمية وكل ما يعتمد على التكنولوجيا، مشيرةً إلى أهمية نشر التوعية عبر ندوات موجَّهة تبيِّن دور الأهل وخطورة ترك الهواتف المحمولة بين أيدي الأطفال وأنهم ينتقون الألعاب الإلكترونية ومضامينها الخطيرة دون رقيب عليهم، مشددا على ضرورة تفعيل المكتبات المدرسية، بدلاً من العودة إلى المواقع الالكترونية لإنجاز موضوعات كحلقات بحث تُطلب منهم.
كما قدَّم الأحمدية كيفية تطوير وسيلة التواصل بين الناس، فتدرجت من الحروف المنطوقة إلى المكتوبة بخط اليد إلى أنَّ ظهرت الطباعة الورقية على يد يوهان غوتنبرغ، واستغرقت زمناً طويلاً من التحولات التصاعدية لكن الثقافة الرقمية أربكت القدرات البشرية وجعلتها تواجه صعوبة في التلاؤم معها فاختلفت القيم وتغيرت المقاييس بشكل جنوني ما أدّى إلى تخبط على الرغم من صعوبة مثل تلك العملية على الشعوب ذات القدرات المحدودة، لأنَّ ثقافة الشابكة تعتمد على فكرة مشاركة المعلومات، والخبرات وإدارة الأدوات إلى حد ليس موجوداً في صور الثقافة الأخرى، وتضاعف عدد المتلقين في مشكلة معينة لحلها، واعتبرها ثقافة إدراكية واجتماعية وليست جغرافية طارحاً هويتها ومخاطر التهديدات السيبرانية واختراق أنظمة الشركات والمؤسسات وإلحاق الضرر بها وسرقة معلومات حساسة يمكن أن تعرضها لخسائر مادية فادحة وتؤثر سلباً على سمعتها التجارية.