الثورة- اللاذقية – نعمان برهوم:
زار غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس جامعة تشرين، والتقى إدارة الجامعة بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم.
وعبر غبطة البطريرك عن مشاعر الفرح والسعادة بزيارة جامعة تشرين التي كان أحد طلابها وخريجاً من الدفعة الأولى في كلية الهندسة المدنية.
من جانبه رحب الوزير إبراهيم بغبطة البطريرك باسم وزارة التعليم العالي وجامعة تشرين، مؤكداً أن زيارته خطوة مباركة ويوم مميز في تاريخ جامعة تشرين الصرح المميز بكوادره وخريجيه.
وتضمنت زيارة غبطة البطريرك لقاء حوارياً مع كوادر الجامعة وطلابها بعنوان “كنيسة أنطاكية جذور وحضور”.
رئيس جامعة تشرين الدكتور بسام حسن رحب في مستهل اللقاء بغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي باسمه وباسم العاملين في الجامعة وطلابها شاكراً لغبطته تخصيص جامعة تشرين بزيارته الكريمة للجامعة التي أسسها القائد المؤسس حافظ الأسد.
وقدم عرضاً حول كليات الجامعة ومعاهدها العليا ومراكزها البحثية ومستشفى تشرين الجامعي وعدد طلابها الذي بلغ 110 آلاف طالب وطالبة في جميع برامج التعليم إلى جانب 170 برنامج ماجستير و120 برنامج دكتوراه في مختلف الاختصاصات.
ولفت إلى رؤية الجامعة في التميز وطنيا واقليميا بجودة التعليم كمنصة معرفية مجتمعية متجددة تساهم في تطور المعرفة وتدعم عملية التنمية المستدامة، مؤكداً أن الجامعة بالرغم من ظروف الحصار الظالم والضغوط التي فرضتها الحرب الإرهابية على بلدنا.
وأشار إلى أن الجامعة حددت ضمن خطتها الاستراتيجية هدفا لبناء شراكات فاعلة لخدمة المجتمع ووضع برامج عملية لتحقيق ذلك مؤكدا أن زيارة غبطة البطريرك تأتي معززة لهذا الهدف ببعده الثقافي والإنساني والروحي وننظر إليها كحدث تاريخي سطر في أرشيف الجامعة بحروف مباركة.
وكان غبطة البطريرك قد خاطب الحضور قائلاً في بداية لقائه من جامعة تشرين: “أيها الأحبة يحلو لي أن أطل عليكم ومن خلالكم على سورية وعلى المشرق الذي تكنت بحبه كنيسة أنطاكية على مر العصور”، مشيراً إلى دور الجامعات والمدارس في صنع الأجيال وترميم النفس وترصيع المجتمع بالقيم التي تغذت بها الروح ويبني الوطن والحضارات.
و نوه البطريرك بأن اللاذقية عرفت المسيحية منذ القرون الأولى وهذا ما يشهد عليه تاريخها والكنائس القائمة فيها كمغارة كنيسة مارتقلا دير الفاروس– وانجيل الفاروس– كنيسة السيدة– عامود السنغلاست، منوها إلى مشاركة أساقفة اللاذقية وجبلة منذ القرون الأولى في المجامع المسكونية التي كانت مابين القرن الرابع والسابع.
وتحدث حول تأسيس كنيسة أنطاكية على يد الرسولين بولص وبطرس وإلى اهتمام الكنيسة في المجالين التربوي والتعليمي وبناء الإنسان وتأسيس المدارس كالمدرسة الآسية في دمشق والغسانية في حمص والثانوية الوطنية في اللاذقية,إلى جانب تحسس كنيسة أنطاكية لأهمية التعليم الجامعي من خلال تأسيس جامعة البلمند في وقت كانت فيه لبنان تعاني من الحرب والدمار كجامعة تضم كل الأطياف بكوادرها وطلابها .
كما أشار إلى دور الكنيسة الأنطاكية في محيطها ومجتمعها ومن الناحية الوطنية والسياسية من خلال الأعلام الكبار في هذا المجال كالبطريرك ملاديوس الثاني دوماني الذي كان بطرياركا على اللاذقية الذي شهدت اللاذقية وكنيسة أنطاكية في عهده نهضة علمية روحية كنسية واجتماعية، البطريرك غريغوريس الرابع حداد الذي لقب ببطريرك الرحمة وأب الفقراء والبطريرك ألكساندريوس الثالث لحام الذي عاصر الحكم الوطني بعد الاستقلال، وقام بتأبين البطل جول جمال في الكاتدرائية المريمية بحضور رئيس الجمهورية آنذاك شكري القوتلي، البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم الذي حضر قمة الطائف وكان له باع طويل في الحوار المسيحي المسيحي والمسيحي الإسلامي.
ولفت إلى الدور الكبير للأرثوذكس في تأسيس وقيادة الأحزاب التي ضمت مختلف أطياف النسيج الديني والمجتمعي كمؤسس حزب البعث ميشيل دهلق وأنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، كما استذكر غبطة البطريرك الأعلام والقديسين الشهداء الذين قدمتهم كنيسة أنطاكية منذ العصر الرسولي.
وفي المجال الإنساني أشار غبطته إلى تأسيس كنيسة أنطاكية لدائرة العلاقات المسكونية والتنمية وتأسيس صندوق التعاضد والتنمية في دمشق بدعم من السيد الرئيس بشار الأسد.
ولفت إلى المساعدة والدعم الذي قدمته الدائرة للجميع بمعزل عن الانتماء، فقد وسعت شراكاتها ليصل عدد مراكزها إلى 58 مركزاً مجتمعياً و29 مكتباً موزعة في جميع المحافظات، وأصبحت تضم 1630 متطوعاً يعملون في قطاعات العمل الإنساني وحصلت على شهادة CHS التي تعتبر أرفع شهادات العمل الإنساني في العالم.
وتضمن اللقاء مجموعة من المداخلات والتساؤلات حول دور الكنيسة الأنطاكية المؤثر على مختلف الصعد أجاب عليها غبطة البطريرك بمحبة ورحابة صدر .
كما قام غبطة البطريرك وصحبه بزيارة لمكتبة جبرائيل سعادة ضمن المكتبة المركزية في الجامعة وكلية الهندسة المدنية.
تصوير- نادر منى