مدير أوقاف القنيطرة والسويداء لـ”الثورة”: الانتخابات أمانة ومسؤولية

الثورة – السويداء- رفيق الكفيري:

أكد مدير أوقاف القنيطرة والسويداء الشيخ نجدو العلي لـ”الثورة” أن تحمّل المسؤوليات وحفظ الأمانات هما ركنان أساسيان في شرعنا الحنيف، وعلى المؤمن أن يعتني بكل أمر يخص الناس ومعيشتهم، وأمر من يتصدّر ليكون على رأس أي منصبٍ بتقوى الله والوقوف عند حاجات النّاس ومتطلباتهم الحياتية بما يحفظ كرامتهم، وفي نفس السّياق حثّ النّاس على اختيار الأصلح والابتعاد عن المجاملة، فالصّوت أمانة، كما الشّهادة، وكلا الحالتين تدوران حول دائرة المسؤولية وحفظ الأمانة.
وأشار إلى أنّ أسئلة كثيرةً تُطرح اليوم في مجالسنا العامة والخاصة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي: هل سنشارك في الانتخابات النّيابية؟ وما الفائدة منها؟ ومن سننتخب؟ وإن انتخبنا، فعلى أيّ أساس؟ ولعل حالة الالتباس هذه يرى فيها البعض مبررات حسب زاويتهم، فالبعض يرى أن من وصلوا لمجالس المسؤولية عن الشعب لم يقوموا بدورهم المنوط بهم، والطّامة أنك قد ترى البعض لا يحفظ حتى أسماء من تسوّروا المجالس والمنوط بها خدمة الشعب كما كفل ذلك الدستور ونصّ عليه، ولمحاولة الإحاطة بالأمر والجمع بين مسؤولية الأمانة للمرشَّحين وبين الضرورة الحتمية للانتخابات.
أوضح العلي أن مشروعية العملية الانتخابية: القصد منها إرادة التغيير والإصلاح ونستمدها من قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، مضيفاً: “ما وصلت إليه الأوضاع في بلادنا من تدهور على خلفية حرب ظالمة على وطننا ومقدّراته، وذلك على جميع الأصعدة، مع نُدرة الموارد لأسباب كثيرة كالحصار الجائر والاحتلال الأمريكي والتركي لأهم مواردنا، فإنّ ذلك يجب أن يأخذنا إلى الشعور أكثر بالمسؤولية، وحمل الأمانة، وديننا كما أسلفت يغرس فينا الشعور بالمسؤولية، وهذا ينطبق على كل من يترشّح أيّاً كان دوره، ويحثّه على الأمانة، والله تعالى حذّر ونبّه فقال: (وقفوهم إنهم مسؤولون) وقال صلى الله عليه وسلم: {إنّ الله سائلٌ كل راعٍ عمّا استرعاه، حفِظ أم ضيّع؟}.
وهكذا سمَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوظائف أمانات، ومن الأمانات العظيمة في شرعنا الحنيف: المسؤوليات العامة، كمجلس الشّعب، فتحمُّل هذه المسؤوليات أمر عظيم، وتأتي أهمية مجلس الشعب في أنه السلطة التشريعية التي تسنّ فيها القوانين ويصادق عليها، وتقرّ فيها الموازنات، وهو العين الرقابية على الحكومة وعملها، ويحق للمجلس مساءلتها مجتمعة أو كل وزير حسب الاختصاص، وهذا يجعل المسؤولية أكبر تجاه من يجب أن يصلوا إلى المجلس وأن يكونوا أهلاً لذلك.
ونوه مدير الأوقاف بأن الانتخابات أمانة ومسؤولية، وإذا تولى شؤون الناس من ليس أهلاً لها فقد ضاعت أمانةُ المسؤولية، وفُقدت غايتُها، وبذلك تتعطل المصالح، ويسودُ الظلمُ ويتناقص العدل، ويتهدد الأمن الاجتماعي، فالأسلم والواجب في اختيار من نرى فيه القوة والأمانة لحفظ مصالح الناس ومعاناتهم، والواجب يحتّم علينا أن نجتهد في الاختيار لمن هو أهلُ للقيام بواجباته.
وأردف: الأمانة صفةُ الأنبياء، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان لقبه الصادق الأمين، والأمانة أمرَ الله بحفظِها ورِعايَتِها، وفرَض أداءَها والقِيامَ بحقِّها بقوله (إنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) فالشعب أمانة في يد ممثليه، ولا ينبغي خيانته مهما كان الثّمن والوطن أمانةٌ في عنق الجميع، وإنّ مجتمعاً تسود فيه الأمانة هو مجتمعُ خيرٍ وبركة، فلا يجب بأي حال من الأحوال صرف النظر عن أمانة الانتخاب ففيها حفظٌ لأمانة وطننا، ولتكن معايير الاختيار كما جاء على لسان ابنة نبيّ الله شعيب عليه السلام، التي نطقت بعبارة أصبحت قاعدةً لاختيار الولاة والمسؤولين في أي موقع كان كما بيّن ذلك قول الله تعالى على لسانها: ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ).
وأشار العلي إلى أن الانتخابات وسيلة لتحقيق غاية، وأولها قضاء حوائج الناس والتعجيل في تحقيق مطالبهم وإظهار تمسكنا بوحدة البلاد وصيانتها، كما أهمية الانتخابات في كل دول العالم تكمن في أنها تعبّر عن هوية المجتمع وتوجهاته من خلال من يختار لتمثيله، ووسيلةً لقياس الثّقل المجتمعي والانتشار العددي لأي فكر أو توجّه، وإن مشروعية الترشّح نستمدها من قول الله سبحانه وتعالى في قصة يوسف عليه السلام: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إنّي حفيظ عليم).. فيه إشارة إلى أنّ من وجد في نفسه الكفاءةً لأمر النّاس وخدمتهم وصيانة كرامتهم وتحقيق مصالحهم فلا بأس أن يتقدم له وفي قوله (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) فعليه أن يذكر ما يمكن أن يقدّمه، وهذا الذي ينطبق عليه أو نسميه البرنامج الانتخابي لحملة المرشَّح، فالانتخاب مبدأٌ من مبادئ الشورى التي أمر الله بها:(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر).

وختم مدير الاوقاف: ليس من اللائق بنا أن تدبّ بعض الخلافات وبعض النزاعات والقطيعة، ونسمع البعض يُطلق السّباب والشتائم من أجل الانتخابات، فكلنا أبناء هذا الوطن بحلوه ومرّه، والواقع الصحيح يدعونا أن نكون حضاريين نقبل بالتنافس، فنبقى إخوة في الوطن ربّنا واحد، هدفنا واحد، يجمعنا وطن واحد، وتكون الانتخابات للتآلف لا التّنافر، وللتعاون لا التّخالف، وللتعاضد لا التّهالك، وفي الحديث الشريف: {لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً }.

آخر الأخبار
حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد جيني اسبر بين "السبع" و"ليالي روكسي" هل نشهد ثنائية جديدة بين سلوت (ليفربول) وغوارديولا (مان سيتي)؟ مواجهة مرتقبة اليوم بين صلاح ومرموش تعادل إيجابي بين الأهلي والزمالك دراما البطولات (التجميلية)