الثورة – يمن سليمان عباس:
كما المتنبي في الشعر العربي هو بوشكين الشاعر الروسي العملاق الذي تحتفي به روسيا اليوم وجعلت من يوم مولده عيداً للغة الروسية.
محطات..
أمير شعر روسي، ولد في موسكو في 6 حزيران عام 1799م. نشأ في عائلة من النبلاء كانت تعيش حياة الترف. كان والده شاعرًا بارزًا فساهم ذلك على إنماء موهبته الشعرية.
ترجع أصوله إلى أصول حبشية. والدة ناديشد أوسيبافنا كانت حفيدة إبراهيم جانيبال إفريقي ومن الضباط المقربين لدى القيصر الأول، وورث بعض الملامح الإفريقية، حيث يمتلك شعراً أجعد، وشفتين غليظتين.
يعد أعظم الشعراء الروسيين في القرن التاسع عشر، ولقب بأمير الشعراء. ودراسة هذا الشاعر تدفع إلى دراسة الأدب الروسي بشكل مشترك، ومعرفة مراحل القيصرية الروسية منذ بطرس الأول حتى نيكولا الأول، وكذلك معرفة العسكرية التي في الربع الأول من القرن التاسع عشر. سمي إنتاجه بالعصر الذهبي الروسي، وهو عصر التقارب بين الأدب الروسي من جهة والآداب العربية الجديدة من جهة أخرى.
عرف أيضاً عصره بالاستبداد الاجتماعي، وكانت السلطات مركزة بين القيصر والنبلاء، وكان أول من دعا إلى الحد من سلطة
النبلاء في روسيا، وكان ناقماً على مجتمعه مطالبًا بتقييد الحكم القيصري.
رغم أن بوشكين لم يعش أكثر من 38 عاماً لكنه ترك إرثاً عظيماً.
من آثاره..
القرية
آه لو أن لصوتي القدرةَ على أن يهّز النفوس
لمَ هذا اللهب المتوقد, عبثاً, في صدري
و لم تمنح لي موهبة الكلمة الرهيبة؟
أتراني أرى شعبنا, يا أصدقائي, وقد تحرر
من جور العبودية بأمر من القيصر؟
أو لم يحن لفجر الحرية الوطيئة الرائع
أن يشرق على وطننا أخيراً؟
1820
الحرية
ألا ابتعدي عن طريقي
يا ربة الأوتار الخافتة
أين أنتِ، أين أنتِ أيتها العاصفة الرجولية
يا مغنية الحرية الفخورة؟
اقتربي ومزقي إكليلي
وحطمي قيثارتي الناعمة
أريد أن أتغنى بالحرية الإنسانية
وأفضح الرذيلة في عروشها
السجين
في زنزانتي الرطبة أقبع وراء القضبان
والنسر الفتي, ربيب, الأسر
رفيقي الحزين, مرفرفاً, بجناحه
ينهش وجبته الدامية عند النافذة
ينهشها و يلقي بها, ويتطلع من النافذة
كما لو أنه يشاركني أفكاري
إنه ليدعوني بطرفه و صيحته
ويود أن ينطق: (هيا بنا ننطلق…
نحن طيران حران, آن لنا أن نمضي
بعيداً حيث الجبال بيضاء وراء السحب
حيث البحر يتألق زرقةً
حيث لن يتجول غير اثنين: الريح و أنا
1821
النبي
ألا انهض يا رسول روسيا
والتفّ بهذه الحلةِ المنسوجة من العار
وتقدم, والحبل يشدُ على عنقك
أمام القاتل الكريه
1826
لا تنشدي
لا تنشدي, قربي, أيتها البهية
أغانيك الجيورجية الحنونة
فهي تذكرني
بحياة أخرى, وبساحل بعيد
أواه ! أغانيك الجارحة
تذكرني
بالشرود في ليل مقمر
وتقاسيم امرأتي البعيدة البائسة
أنا أنسى حين أرى فيك
طيفاً أحبه, طيفاً قاتلي
,لكن حين تنشدين
أستعيد الصورة أمامي
لا تنشدي, قربي, أيتها البهية
أغانيك الجيورجية الحنونة
فهي تذكرني
بحياة أخرى وبساحل بعيد
من سلسلة “محاكاة القرآن”
أقسم بالشفع و بالوتر،
أقسم بالسيف وبمعركة الحق،
أقسم بنجمة الصبح،
أقسم بصلاة العصر.
كلا، أنا ما هجرتك.
فمَن إذن شملتُ برعايتي،
وأنزلت السكينة عليه،
وحميته من المطاردة القاسية.
ألستُ أنا الذي سقيتك
من ماء الصحراء في يوم العطش؟
ألست أنا الذي وهبت لسانك
سلطاناً عظيماً على العقول؟
كُنْ شجاعاً إذن، احتقر الخداع،
اتبع درب الحق بهمة عالية،
أحبب اليتامى، وبشر بقرآني
للمخلوقات الضعيفة.