كلنا في هذه الحياة يعمل ويجهد في عمله، إن كان العمل فكرياً أو مادياً كأي حرفة من الحرف، ومن الممكن أن ينجح أحدنا ويحقق ما يريد، أو أنه أحياناً يخطأ ويدفع ثمناً باهظاً نتيجة هذا الخطأ.
وهنا يأتي الناصحون لتصحيح مسارنا، وعلينا أن نقبل نصيحة من يمتلك الخبرة، فالناصح يقدم نصيحته بكل لطف وعلينا أن نتقبل منه نصيحته بكل رحابة صدر.
ولكن هناك منهم من يوجه ملاحظات لاذعة وجارحة غير مكترث لما يقول للآخرين وهو يظن أنه يقدم لهم المشورة والنصح لكنه في الواقع يؤذي المشاعر، وهذا ما اعتبره أصحاب الحكمة والمشورة بأن حبه أحمق، والأحمق عرفوه فقالوا: هو الذي يريد أن ينفعك فيؤذيك والعوام يقولون: “أجا ليكحلها عماها”.
بمعنى أنه أراد أن يقدم النصيحة فلم يفلح، وفي الواقع ليس هذا النقد لأفعالنا هو المطلوب، بل المطلوب غير ذلك كأن يتقدم الشخص بنصيحته ولكن بشروط أولها أن يكون الناصح مثقفاً وعارفاً وملماً بالموضوع الذي ينتقده وأن يكون كلامه لطيفاً وصوته منخفضاً يصل للسمع دون أي إزعاج.
وبهذا المعنى يستمع وينصت له السامعون، وأن يبتعد عن الإطالة، وعلى مبدأ قل لي ماذا تريد وأوجز، وبذلك يكون الناصح قد تدخل بأي موضوع كبر أم صغر وينجح بمهمته.
وعندما نوجه انتقادنا لأحد بشكل مقبول ومحبب نستطيع أن نكسب ود ومحبة هذا الذي ننتقده ويتقبل منا ملاحظاتنا بكل سرور وارتياح، وهنا يحضرني ما قاله أحدهم: “رحم الله من أهدى إلي عيوبي”.
وحقيقة من منا لا يخطئ ولا يقع في مطبات وأحياناً ينتج هذا من كثرة الأعمال والأشغال لذلك فالنقد مطلوب وفيه الفائدة لنا وللذي ننتقده والمهم أن نتلافى الأخطاء حتى لا تكبر وتتفاقم وعندها من المستحيل أن نحقق ما نريد من نجاح وتفوق وخلاصة القول النصح له أدبياته وسلوكه والمهم أن ننجح في نقدنا وفي حال نجاحنا يعني أننا ننمي الأعمال التي نقصدها ونريد إنجازها والمطلوب منا إذا وجه إلينا أي انتقاد أن نتقبله برحابة صدر ومحبة ودون تذمر كي تبقى العلاقات الأخوية مستمرة لكن الأهم والمهم أن يكون النقد بناءً ومفيداً.
جمال الشيخ بكري
