الثورة – ناصر منذر:
أفرزت الانتخابات الأوروبية صعوداً كبيراً لتيار اليمين المتطرف في عدد من الدول، وشكلت انتكاسة مريرة لزعيمي القوتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي، المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن حلّ الجمعية الفرنسية ودعا لانتخابات تشريعية في 30 حزيران.
وقد علق إدوارد سنودن، الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية على مكاسب اليمين المتطرف، قائلاً:” لقد تمت معاقبة السياسيين المؤيدين للحرب بقسوة في انتخابات الاتحاد الأوروبي. وهذه ليست علامة جيدة للرئيس الأمريكي جو بايدن. ربما حان الوقت لإعطاء فرصة للسلام”.
بدورها أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن الهزيمة الساحقة لماكرون وشولتس في الانتخابات، نتيجة مستحقة لهما بعد سنوات من التجاهل التام للاحتياجات الحقيقية للناس والمجتمع.
وكتبت ماتفيينكو في قناتها على تطبيق “تيلغرام”: “إن حقيقة تعرض رؤساء أكبر دول في العالم “ماكرون وشولتس” – في الانتخابات البرلمانية الأوروبية لهزيمة ساحقة في أحزابهم، تؤكد مرة أخرى الإفلاس الذي وصلا إليه كسياسيين وطنيين وأوروبيين”.
وأضافت: “في حالتهما، هذه نتيجة مستحقة، تأتت من سنوات عديدة من التجاهل التام للاحتياجات الحقيقية للمجتمع. وامتثالاً لأوامر واشنطن والتخلي عن السيادة، لم يكن بوسعهم الاعتماد على أي شيء آخر”.
وقد جرت الانتخابات التي دُعي إليها أكثر من 360 مليون ناخب لاختيار 720 عضواً في البرلمان الأوروبي، منذ الخميس في مناخ مثقل بالوضع الاقتصادي القاتم والحرب في أوكرانيا.
ففي فرنسا، تصدر حزب التجمع الوطني بقيادة جوردان بارديلا النتائج بنسبة تزيد على 31,5% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون (15,2%)، بحسب تقديرات معاهد الاستطلاع. وبذلك سيحصل حزب الجبهة الوطنية على 31 من أصل 81 مقعداً فرنسياً في البرلمان الأوروبي.
وفي ألمانيا، ورغم الفضائح الأخيرة التي طالت رئيس قائمته، احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المركز الثاني بنسبة 16,5% إلى 16% من الأصوات، خلف المحافظين (29,5 إلى 30%). لكنه تقدم بفارق كبير على حزبي الائتلاف الحاكم، الاشتراكيين الديمقراطيين (14%) والخضر (12%).
وفي إيطاليا، تصدّر حزب “إخوة إيطاليا” اليميني المتطرف الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، النتائج بنسبة 25 إلى 31% من الأصوات، وفق استطلاعات رأي مختلفة.
أيضاً في النمسا، حصل “حزب الحرية” اليميني المتطرف على 27% من الأصوات، وعزز الهولنديون الذين كانوا أول من أدلوا بأصواتهم الخميس، موقف حزب خِيرت فيلدرز اليميني المتطرف.
وفي إسبانيا، أظهرت النتائج الرسمية حصول الحزب الشعبي اليميني، التشكيل الرئيسي للمعارضة الإسبانية، على 22 مقعداً في البرلمان الأوروبي مقابل 20 للاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وحقق حزب فوكس اليميني المتطرف تقدماً بحصوله على 6 مقاعد.
أما في بولندا، فقد تقدم الحزب الوسطي المؤيد لأوروبا بزعامة رئيس الوزراء دونالد تاسك، على حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي، لكن الأخير حافظ على قسم هام من الأصوات، كما أن اليمين المتطرف المتمثل في حزب كونفيديراجا لن يحصل على أقل من 6 مقاعد في البرلمان الأوروبي ومقره في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.