تسع جداريات جملت الصورة البصرية في المدرسة الفرنسية

الثورة _ بشرى سليمان:
حماس وسعادة لا توصف غمرت طلاباً موهوبين من المدرسة الفرنسية، تم انتقاؤهم بعناية لمشاركة رسامين تشكيليين متمرسين، في رسم وتلوين بعض جداريات المدرسة لتضيف لها بعداً فنياً محملاً برسائل هادفة ذات معان مختلفة، ثقافية، اجتماعية، تراثية، أو رسم شخصيات تركت بصمتها على اعتبار الفن رسالة.

عن خصوصية هذا النشاط أوضحت الفنانة التشكيلية هبه إبراهيم إحدى المشاركات بهذه الفعالية، في لقاء لـ«الثورة» أن الفن الجداري أو الجداريات هي واحدة من حقول الفن التشكيلي التي كان لها انتشار كبير في التاريخ، قديماً وحديثاً، وهي إلى الآن من أكثر الفنون قرباً للناس عامةً، وقد مرت الجداريات بمراحل كثيرة، فقد كان للعقيدة وفكرة الخلود أثر في امتزاجها بالنزعة العقائدية وتحقيق فكرة دينية، إلى جانب وظيفتها في تخليد ذكرى أو مناسبة أو أحداث تخص حياة الملوك وانتصاراتهم، وتسجيل الفترة الزمنية بتفاصيلها الحياتية، فهي معبرة عن واقع الإنسان ووجدانه من خلال الموضوعات الدينية أو التاريخية أو الأسطورية أو الاجتماعية وغيرها، لأن الرسم- حسب وجهة نظر الفنانة إبراهيم- كان وسيلة تعبيرية عما يدور في ذهن الإنسان القديم من مخاوف وأفكار، وحركات رآها من خلال مراقبته للطبيعة.
التطور عبر العصور
أرجعت إبراهيم تطور فن الرسم الجداري إلى تطور حياة الإنسان بمرور الزمن وتطور الخامات والأدوات المستخدمة فيه، كالرسوم الجدارية التي زينت جدران المعابد والمقابر والكنائس والمساجد وقد حملت طابعاً دينياً يجسد رؤى الإنسان للموت والعالم الآخر لفترة طويلة.
امتداد عبر الحضارات
وأشارت إلى أن الفن الجداري من الفنون التي لها عمق ثقافي يمتد عبر الحضارات والعصور التاريخية وتختلف أيضاً وتتنوع تبعاً لتنوع الهدف والوظيفة من عصر إلى عصر فكانت جداريات «العصر البدائي، الفن المصري القديم، الفن الآشوري، والفن القبطي، والفن الإسلامي وعصر النهضة، إضافة إلى جداريات العصر الحديث».
وفي الوقت الراهن لم تبتعد الجداريات أيضاً عن السياق الأولي لبدايتها- حسب تأكيد إبراهيم، لكنها تطورت بتطور المواد والأفكار واتجاهات الإنسان الفكرية والثقافية، فلم تعد محصورة بالدين أو الملوك بل تحمل أثرا جماليا لأنها حقاً فن قريب للإنسان بكل فئاته العمرية والاجتماعية، ومن أشهر فناني الجداريات بانكسي، والليدي بينك وجان ميشيل باسكيات، وعلى رأسهم مايكل أنجلو، وغازي السعودي (فنان عراقي وضع بصمته في فن الجداريات كان ولا يزال أحد أهم روادها في العالم العربي).
جداريات المدرسة الفرنسية
تقول إبراهيم: عكس هذا المشروع اهتمام المدرسة بالجانب الفني والثقافي، وهذه ليست المرة الأولى ففي عام ٢٠٢٣ قمنا برسم جداريات في المدرسة ذاتها عن سيدات من العالم مؤثرات في الحياة، وهذا العام ٢٠٢٤ كانت الجداريات مستلهمة من قصائد الشعراء من مجموعة من جنسيات تنوعت بين العربية والألمانية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية وفي العامين شارك طلاب بالعمل ممن لديهم اهتمام بالفن، وقد كان الإقبال هذا العام أكبر في تجربة جميلة وإنتاج مبهر تجسد في ٩ جداريات تم تنفيذها في بثلاثة أيام، تخللها جهد جبار من فريق عمل شركة معروف المكون من الأستاذ يعرب معروف وكل من الفنانات: جيهان القطان وسلافة معروف وهبه إبراهيم والمصور خالد القطان.
من الجميل الاهتمام بالفن بجميع اتجاهاته فهو يغذي الروح ويرتقي بالفكر ويبعدنا عن الضجيج والفوضى من حولنا ويجمّل المكان ويحاكي قضية ما.

آخر الأخبار
حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد جيني اسبر بين "السبع" و"ليالي روكسي" هل نشهد ثنائية جديدة بين سلوت (ليفربول) وغوارديولا (مان سيتي)؟ مواجهة مرتقبة اليوم بين صلاح ومرموش تعادل إيجابي بين الأهلي والزمالك دراما البطولات (التجميلية)