الملحق الثقافي-شوقي بدر يوسف:
تقديم- مقدمة الكتاب- الجزء الأول: مظاهر تطور المرأة والمجتمع فى مصر المعاصرة فى الأنتاج الأدبى لنجيب محفوظ – المرأة فى الرواية العربية المعاصرة قبل نجيب محفوظ- المرأة كما صورها نجيب محفوظ – المرأة فى روايات نجيب محفوظ الصادرة خلال الفترة من 1945 إلى 1956- القاهرة الجديدة (1945)- خان الخليلي ( 1946 ) – زقاق المدق (1947 )- السراب ( 1948)- بداية ونهاية ( 1949 )- المرأة في الثلاثية: بين القصرين، قصر الشوق، السكرية (1956/1957)- اللص والكلاب (1961 )- السمان والخريف (1962)- الطريق (1964)- الشحاذ (1965)- ثرثرة فوق النيل (1966) – ميرامار (1967) – الجزء الثانى : نماذج من الشخصيات النسائية فى أدب نجيب محفوظ – ثلاثة نماذج للمرأة فى أدب نجيب محفوظ : مقدمة – النموذج الأول : نفيسة في بداية ونهاية .. المرأة من الطبقة المتوسطة في فترة ما بين الحربين العالميتين- الإطار النفسي لشخصية نفيسة – المسار الروائي والدوافع النفسية والاجتماعية- مرحلة الانتقال من الجمود إلى الفعل- نهاية المسار- الخلاصة – النموذج الثاني: « نور» بطلة اللص والكلاب: المرأة البغي « المومس « من الطبقة الشعبية – الإطار النفسي لشخصية»نور»- المسار الروائي لشخصية « نور « والدوافع النفسية والأجتماعية – نهاية المسار – النموذج الثالث : « زهرة « بطلة ميرامار .. المرأة الفلاحة في المجتمع المصري بعد ثورة 1952 رمز مصر – الجزء الأول : الشخصية الروائية « زهرة « الفلاحة المصرية فى المجتمع المصري بعد ثورة 1952 – الإطار النفسي لشخصية « زهرة « – المسار الروائي لشخصية « زهرة « – الدوافع – الانتقال من مرحلة الجمود إلى الفعل – نهاية المسار – الجزء الثاني: « زهرة « الفلاحة الأصيلة رمز مصر – موقف « زهرة « من العهد البائد قبل الثورة – موقف « زهرة « من الأوروبية المتمصرة ماريانا – موقف « زهرة « من الإقطاعي السابق طلبة مرزوق – موقف « زهرة « من ممثل الشعب ، الصحفي الوطني عامر وجدي- موقف « زهرة « من ممثلي شباب مصر بعد ثورة 1952 – موقف « زهرة « من سليل الأرستقراطية
العابث حسنى علام – موقف « زهرة « من كل من : ممثل التيار الشيوعى منصور باهي وممثل التيار الاشتراكي سرحان البحيري – الخلاصة.
إضاءة
هذا الكتاب ترجمة مختصرة لكتاب الدكتورة فوزية العشماوي «المرأة ومصر الحديثة في الإنتاج الأدبي لنجيب محفوظ» والذي صدر باللغة الفرنسية عام 1985 عن دار (لابوار وفيداس) للنشر فى جنيف وباريس، وهو يمثل الجزء الأول من رسالة الدكتوراه التى حصلت عليها المؤلفة فى الآداب من جامعة جنييف عام 1983، وتعد هذه الرسالة أول رسالة دكتوراه فى جامعة أوروبية عن نجيب محفوظ أو عن المرأة عند نجيب محفوظ، كما يعد الكتاب من أوائل الكتب التى صدرت باللغة الفرنسية عن نجيب محفوظ وذلك قبل خمس سنوات من حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1988 قامت الكاتبة بترجمته إلى العربية.
ينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسين القسم الأول يتناول بالبحث مظاهر تطور المرأة والمجتمع المصري من خلال الإنتاج والمنجز الأدبى لإبداع نجيب محفوظ، خاصة رواياته التي صدرت خلال الفترة من عام 1945 وحتى 1967، أما الجزء الثاني فيختص بتحليل ثلاث شخصيات نسائية تجسد التطور الذي طرأ على المرأة وعلى المجتمع المصري خلال النصف الأول من القرن العشرين، ومن هذه الشخصيات الثلاث هن بطلات رواياته «نفيسة» بطلة رواية «بداية ونهاية» 1949، «نور» بطلة رواية «اللص والكلاب» 1961، «زهرة» بطلة رواية «ميرامار» 1967.
أعطى نجيب محفوظ المرأة في وضعها الاجتماعي المعروف فى مصر اهتماماً وحضوراً خاصاً في كتاباته منذ بواكير أعماله وبداياتها حتى أنه سبق له أن كتب مقالاً شيقاً، وهو لايزال في التاسعة عشر من عمره نشره فى مجلة السياسة الأسبوعية التى كان يرأس تحريرها الدكتور محمد حسين هيكل آنئذ تحت عنوان «المرأة والعمل فى الوظائف الحكومية»، وقد نشر هذا المقال في العدد 240 في 10 نوفمبر 1930 يطالب فيه بتعليم الفتاة المصرية والاهتمام بها فى كل مراحل عمرها وحياتها. وكانت المرأة في معظم أعمال نجيب محفوظ الروائية بدءاً من ثلاثيته الفرعونية التاريخية «عبث الأقدار»، و»رادوبيس»، و»كفاح طيبة» مروراً بجميع أعماله الروائية فى مراحلها المختلفة تجسد صورتها الحقيقية التى رآها فيها نجيب محفوظ ككائن مندمج فى الحياة المصرية بكل أشكالها وطبيعتها الثورية والعملية والواقعية النسائية بحيث ارتدى نجيب محفوظ ثوب الناقد الاجتماعي الذي يهتم بمشاكل المرأة في كل أعماله مما استدعى أن يرسم فى كل عمل روائي شخصية المرأة فى جميع الأطياف التى ظهرت بها فى المجتمع، فهي المغلوب على أمرها في «القاهرة الجديدة»، وهي المرأة الخاضعة الهادئة المطيعة فى «خان الخليلي»، وهي المتمردة الخارجة عن نواميس طبيعة المجتمع الذي تعيش فيها في «زقاق المدق»، و»بداية ونهاية»، وهي الخارجة عن العرف القائم فى شرعيته فى «السراب»، وهى المرأة المستسلمة لقدرها داخل المجتمع البرجوازى حبيسة البيت والمجتمع في «الثلاثية» وغيرها من صور المرأة وطبيعة تواجدها فى المجتمع كان لكاتبنا الكبير رؤية خاصة تستهدف المرأة وتحاول أن تصوغ من واقعها صور وإشكاليات بل وحلول لكل ما كان يراه فى حياتها الخاصة والعامة.
وتشير الكاتبة فى لقاء لها مع نجيب محفوظ أثناء الإعداد لرسالة الدكتوراه عن المرأة فى إنتاجه الأدبي بقولها «: طرحت على كاتبنا الكبير هذا السؤال: هل هناك شخصية نسائية فى إنتاجك الأدبي تصور المرأة كما ترونها؟ فأجاب الأديب الكبير: نعم.. شخصية «زهرة» بطلة رواية «ميرامار» ولقد أدهشتنا هذه الإجابة في البداية وقبل دراسة وتحليل شخصية «زهرة» كما جاءت فى الرواية، ولكن بعد دراستها وتحليلها وترجمة ميرامار إلى اللغة الفرنسية، أدركنا قيمة هذه الشخصية واستحسنا أجابة أديبنا الكبير، إن «زهرة» هى أفضل رمز للمرأة المصرية بعد ثورة 1952 كما صورها كاتبنا الكبير في روايته، المرأة التي اعتمدت على نفسها وسلكت طريقها في المجتمع وهي متسلحة بالعلم وبالثقة بالنفس وبالأخلاق المستوحاة من الدين الإسلامى وبالشجاعة والمثابرة والصلابة وقوة الشخصية فهى خير مثال للمرأة المصرية الجديدة.
والمرأة فى نظر نجيب محفوظ لها صور عدة فهي الأم والزوجة والأبنة والأخت والحبيبة، ولا شك أنه ومن خلال تحليل الشخصيات الثلاثة التى تم الاتكاء عليها في الدراسة، وضح أن نجيب محفوظ قد نجح في جعل القارئ ينتقل من الشخصية الروائية إلى المرأة الحقيقية التى تجسدها الشخصية الروائية وتعبر عنها بصدق فى جميع مراحل حياتها، وكيف أن نجيب محفوظ قد اختار للتعبير عن ذلك منهجاً سردياً روائياً مختلفاً، ومذهباً أدبياً يتناسب مع الشخصية ذاتها ويناسب أوضاع المجتمع وظروف المرأة المصرية التي أراد تصورها فى كل رواية من روايته الثلاث التي وضحت صورتها فى الدراسة.
وكما أوضحت الكاتبة في نهاية كتابها عن المرأة فى أدب نجيب محفوظ حين قالت: ولقد فضلنا أن نختتم هذه الدراسة عن نجيب محفوظ وعن المرأة فى إنتاجه الأدبى على هذه الشخصية المثالية، وعلى نظرة الإشراق والأمل إلى مستقبل أفضل التي اختتم بها أديبنا الكبير المسار الروائي لشخصية «زهرة» فى روايته «ميرامار» هذا الأمل الذى كان انعكاساً لآمال نجيب محفوظ وكل الأدباء في مصر فى بداية عام 1967 حين ظهور «ميرامار» قبل حدوث نكسة يونيو.
العدد 1193 – 11 -6-2024