الهوية الثقافية ودور المفكرين في إثرائها وحمايتها

الملحق الثقافي- عبد الحميد غانم:
تعرف الهوية بمجموعة من الصفات والخصائص التي تميز مجموعة من البشر، وقد تعرضت البلاد العربية في السنوات الأخيرة للكثير من الأزمات التي استهدفت بنيتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وإرثها الثقافي، كما استهدفت الهوية الثقافية لهذا البلد وذاك.
وكانت هويتنا الثقافية في سورية المستهدفة بالدرجة الأولى، خلال الحرب التي شنت ضدها طوال العقدية النارية. وقد أثر ذلك على المسار الثقافي لجيل الشباب، إذ إن مسألة الهوية تحتاج الكثير من البحث والدراسة والندوات والقيام بكل أساليب الصمود ومقاومة أي شكل من أشكال الطمس أو قتل الروح والهوية.
تعد الهوية الثقافية لأي شعب أو أمة من الأمم، إحدى أهم الركائز التي يقوم عليها تاريخها وحضارتها، باعتبارها القاسم الجوهري الثابت والمشترك من السمات العامة التي تميز ذلك التاريخ وتلك الحضارة، وهو ما يُبنى عليه لمستقبل واعد مرتكز على أسس وقواعد متينة، تعطي القوة للأمة وتدفع أبناءها لمزيد من البناء والتطور.
ويثير موضوع الهوية الثقافية الكثير من المناقشات والسجالات والتساؤلات الفكرية والثقافية والسياسية بين النخب الفكرية والسياسية والثقافية نظراً لخطورتها وفي تبيانها على أرض الواقع، ولاسيما حول المصطلحات التي تحملها قي طياتها ومدلولات هذه المصطلحات وكيفية فهمها وترجمتها في ظل الواقع السياسي والإعلامي الراهن وخاصة بعد الحرب والتطورات التي شهدتها سورية والمنطقة والعالم، وما أفرزته من تداعيات ورؤى وتصورات واكبت عملية التفكير والفهم المجتمعي والسياسي لهذا الواقع.
وفي واقعنا الحالي نجد أن الهوية الثقافية المقاومة هي هوية أخلاقية إنسانية قبل كل شيء ولا يمكن أن تتجذر هذه الهوية أكثر إلا ضمن احتضان مؤسساتي ومن خلال النماذج القدوة، إذً لا يمكن لفاسد أو محتال أو لص أن يحمل ثقافة مقاومة ويستمر بها دون قيم أخلاقية عميقة ومتجذرة وهو تحد جدي يواجه عالم اليوم الذي تتلاطم فيه الصراعات وأخطرها الصراع المرتبط بالهوية والجذور والانتماء.
هناك البعض من يريد تلوين الهوية الثقافية المقاومة بلون ديني أو مذهبي حتى يضرب مكانة هذه الهوية المقاومة ضمن الأمن الوطني الجماعي للشعب والدولة، وهو ما يلتقي مع ما يريده المخطط الصهيوني والأميركي من أجل إحداث تمزيق وتفتيت داخلي طائفي ومذهبي وإثني وعرقي.
تمثل الهوية الثقافية والتراثية، لأي أمة من الأمم، أحد أهم الأعمدة التي يقوم عليها تاريخها وحضارتها، باعتبارها القاسم الجوهري والقدر الثابت والمشترك من السمات العامة التي تميز ذلك التاريخ وتلك الحضارة، وهو ما يُبنى عليه لمستقبل واعد مرتكز على أسس وقواعد متينة، تعطي القوة للأمة وتدفع أبناءها لمزيد من البناء والتطور.
وتكتسب الهوية الثقافية للأمم مقدرتها على البقاء بقدرتها على التطور والتفاعل مع المعطيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والتاريخية، وبما تملكه هذه الهوية من وعي للخصوصية المرنة والانفتاح والاستجابة النقدية.
وتثار العديد من التساؤلات حول موضوع إسهامات الهوية الثقافية في تعميق الانتماء ودور الهوية الوطنية ودور الهوية الثقافية في المجتمعات التي تعاني حالة الحرب، وحول لماذا كانت الحرب، وما الدور الثقافي في هذا الموضوع ، وما دور الثقافة في مسألة الحرب؟..
أسئلة عديدة تطرح وتثير الكثير من النقاش بين النخب الفكرية وتبحث عن أجوبة في واقعنا العربي، نظراً لمخاطر عدم وجود رؤية فكرية واضحة تضع حلولاً لإشكاليات فهم تلك الرؤية، ومن ثم تحديد معالم الهوية الثقافية بجرأة يمكن تجسيدها في الواقع المعاش وكيفية تحقيق إجماع ثقافي وفكري حولها.
ومن هنا تبرز أهمية دور المفكر أو الباحث ليس بتقديم أسئلة أساسية بل بتقديم أيضاً إجابات أو تفكير جديد واقتراح مداخل تفكير للمشكلات والهموم التي تواجه المجتمع والدولة.
كما تبرزأهمية دور المؤسسات الثقافية والمؤسسات المعنية بالشأن الثقافي للتعاطي مع التحديات التي تواجه مجتمعاتنا وهويتنا الثقافية، والذي يمثل هذا الفعل الثقافي في خلق مناخ إيجابي في الفكر والعقل العربي القادر على نقل الواقع الراهن إلى واقع أفضل.
                            

العدد 1193 – 11 -6-2024      

آخر الأخبار
طرطوس.. تأمين مستلزمات الإنتاج والنهوض بالواقع الزراعي القنيطرة.. تأهيل كوادر "الشؤون الاجتماعية والعمل " بتقنيات الحاسوب رفضاً للتدخل الخارجي.. وقفة احتجاجية في صليب التركمان  "زراعة اللاذقية".. تفقد المناحل ومحصول القمح محطة تحويل عربين في الخدمة حمص: تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في حسياء "المالية" نحو إعادة هيكلية مديرياتها في المحافظات   شراكات صناعية على طاولة مباحثات سورية تركية لتطوير آفاق التعاون تعاون سوري ألماني في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات خلال أيام.. "شام كاش" بالخدمة عبر كوى البريد عودة الحياة لصحنايا وأشرفيتها.. وإطلاق سراح دفعة ثالثة من الموقوفين  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال مؤتمر أسبوع المياه العربي السابع في الأردن طرطوس.. إخماد حريق بالقرب من خزانات الشركة السورية للنفط أردوغان: لن نسمح بجر سوريا لصراع جديد السلطة الرابعة تستعيد دورها و"الثورة" تعود بروح جديدة تسجيل الطلاب المنقطعين في الجامعة الافتراضية حتى ٨ الجاري لنكن عوناً في استمرار نعمة المياه إعلان ترامب حول خفض الرسوم الجمركية على الصين.. تكتيك أم واقعية؟ تكريم كوادر مستشفى الجولان الوطني The Media line: حماية الأقليات أم ذريعة عسكرية".. إسرائيل تُعيد صياغة خطابها في سوريا