لو عاد سعد الله ونوس

الملحق الثقافي:            

بعد هزيمة حزيران عام ١٩٦٧ انكفأ الكثيرون من المبدعين ..بعضهم التزم الصمت وآخرون كان الابداع ملاذهم سعد الله ونوس المسرحي السوري الذي ملأت شهرته الآفاق أبدع مسرحية (حفلة سمر من أجل 5 حزيران).
التي مازال النقاد يكتبون عنها الكثير، صحيح أنها علامة فارقة في الابداع المسرحي العربي ولكن هل حان الوقت لأن نتمنى لو كان ونوس على قيد الحياة ليكتب عن إنجازات تتحقق الآن..
من الآراء المهمة حول مسرحية ونوس ما كتبه يوسف أبو لوزة
الذي قال :
53 عاماً على الحرب الحزيرانية «الإسرائيلية»، واغتصاب كامل التراب الفلسطيني في العام 1967. «لا أحد على الجبهة الغربية»، وكل شيء هادئ بين البحر والنهر، تحوّل الفلسطيني من لاجئ إلى نازح، وكان التوصيف التاريخي جاهزاً، من نكبة إلى نكسة، أو العكس، لا فرق طالما أن كلّ فلسطين محتلة.
الثورة من الخندق إلى الفندق كما في أدبيات الثقافة السياسية الفلسطينية، ومن الفكرة إلى الدولة، ومن العودة إلى نصف العودة، والدولة في مقاطعة، والمقاطعة تحت الاحتلال.
لا شيء غريب أو مفاجئ أو خارق للعادة الأدبية والعادة السياسية بعد 53 عاماً، وإذا أردت أن تكتب في المناسبة، فأنت بطل إذا نجوت من بلاغة التكرار.
في الذكرى الأولى على 5 حزيران كانت درجة حرارة كتّاب المناسبات الوطنية عالية. الذكرى نفسها كانت حامية وعاصفة. الكثيرمن الشعارات، والكثير أيضاً من الدموع.
كلّ عام يمرّ على 5 حزيران يخفض من حرارة الكاتب الوطني الفلسطيني وغير الفلسطيني إلى أن أصبح حزيران شهر الخطابة الخالية من المعنى، إلاّ ذلك المعنى النقيّ النظيف الذي يحمله الفلسطيني الشعبي الذي ما زال يحتفظ بمفتاح بيته، وصكّ ملكية أرضه، لا من باب الرمزيات الرومانسية الوطنية، بل من باب الحقيقة الفلسطينية التي لا يرمز إليها ولا يمثّلها الآن إلا ذلك الفلسطيني «البلدي» العادي، الذي فقد الثقة بكلّ البلاغات الكاذبة.
عندما ضاعت فلسطين في 1967، كتب سعد الله ونّوس مسرحيته الشهيرة «حفلة سمر من أجل الخامس من حزيران». كان سعد الله يكتب المسرح من أجل المسرح، أو من أجل الكتابة في المسرح، ولم تكن الخشبة هاجسه، المهم أن يُقرأ المسرح وأن يجري في عروق البشر كالدم والحياة. المسرحية عرضت بعد ذلك، وسيكون عرضها بمثابة خيبة أمل لونّوس. يقول: «حين عرضت المسرحية بعد منع طويل، كنت قد تهيأت للخيبة، لكن مع هذا كنت أشعر بمذاق المرارة يتجدد كل مساء في داخلي ثم ينتهي تصفيق الختام، ثم يخرج الناس كما يخرجون من أي عرض مسرحي، يتهامسون أو يضحكون أو ينثرون كلمات الإعجاب، ثم ماذا؟ لا شيء آخر أبداً، لا شيء، لا الصالة انفجرت في مظاهرة، ولا هؤلاء الذين يرتقون درجات المسرح ينوون أن يفعلوا شيئاً، إذ يلتقطهم هواء الليل البارد عندما يلفظهم الباب إلى الشارع حيث تعشش الهزيمة، وتتوالد».
كانت عروض مسرحية «حفلة سمر من أجل الخامس من حزيران» واحدة من خيبات ونّوس، فالمسرح لم يرجع فلسطين إلى أهلها، واليوم، هؤلاء الذين يحملون الصكوك والمفاتيح يتقدمون أكثر وأكثر في العمر، وفي كل هذه الرواية «لا شيء، آخر أبداً».
لكن سعد الله ونّوس صاحب هذه الرؤية المتشائمة له كلمة مضادة تماماً لهذه الرؤية. إنه هو ذاته من قال: «إننا دائماً محكومون بالأمل»، والأمل لا تصنعه دولة في مقاطعة، ومقاطعة تحت احتلال.
                

العدد 1193 – 11 -6-2024      

آخر الأخبار
نصر الحريري: الانتهاكات الإسرائيلية تنسف أي فرصة للوصول إلى اتفاقيات مستقبلية "قسد" تماطل في تنفيذ اتفاق آذار وتحرم السوريين من ثرواتهم الوطنية الكهرباء تضيف 37 بالمئة إلى تكاليف إنتاج قطاع الدواجن حملة أمنية في منبج لضبط المركبات غير النظامية "أربعاء المواطنين".. جسر تواصل مباشر بين الدولة والمجتمع في حمص غرفة زراعة دمشق تعيد تفعيل لجانها وتدعم مربي النحل والمزارعي نائب وزير الخارجية التركي: أمن سوريا جزء لا يتجزأ من أمن تركيا "الأوقاف" تؤكد قدسية المساجد وتدعو لتوحيد الصف الوطني بازار "بكرا أحلى".. حين يلتقي التسوّق بروح المجتمع "تين الهبول" صناعة ما زالت تحافظ على ألقها في الأرياف دموع في الظل.. جريمة ختام الناعمة وكشف أزمة حماية أطفال اللاجئين فرط الحركة.. سلوك يجمع المتناقضات سوريا تعود بثقة.. الرياض مفتاح الدور الإقليمي بطاريات الليثيوم ..ضرورة العصر أم تهديد محتمل ؟ كيف تشكل العلاقة بين الأسرة والمدرسة مستقبل التلميذ؟ زيت الزيتون بزمن الشح .. مزارعون يطمحون فقط لتأمين مؤونتهم ! انطلاق فعاليات اليوم الحقلي للبطاطا في بنش بإدلب ترامب يُرحّب بزيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض ويشيد بإدارته للبلاد قطبا ميلان يزيدان الإثارة في الكالتشيو اجتماع أهلاوي موسّع بعد الخروج من “درع الوزارة”