دور العوامل الفيزيولوجية في تفاقم الصدمة النفسية الدكتور لطيفة: ٧٠% من البالغين يتعرضون لحدث صادم واحد

الثورة – غصون سليمان:

عوامل كثيرة ترفع من احتمال تفاقم الصدمات نتيجة الأزمات والكوارث وغيرها، ما يحتاج إلى جملة من المعالجات النفسية والفيزيولوجية، الاختصاصي في الطب النفسي جامعة دمشق الدكتور يوسف لطيفة أشار في بحثه إلى أن ٧٠% من البالغين يتعرضون لحدث صادم واحد، والثلث تقريبا يواجهون أربعة أحداث صادمة في حياتهم، فيما اضطراب الكرب ما بعد الصدمة يصل من ١،٢ حتى ١٢،٢ حسب البلاد التي ليس لديها حروب أو كوارث ستكون النسبة قليلة على عكس البلاد التي تتعرض إلى هكذا ظروف، لافتاً إلى أن الأحداث التي تشهدها غزة اليوم تتجاوز سرعة الكرب واضطراب الشدة عند الأطفال ٧٠- ٨٠% فيما النساء أكثر تعرضا لذلك بمعنى ان الكرب قابل للتكرار لناحية وقوع ضرب، تهديد، اغتصاب، سرقات بسبب قلة المرونة لدى النساء.
وفيما يخص العوامل التي ترفع احتمال تفاقم الصدمات بين الدكتور لطيفة في ندوة جامعة دمشق حول الإرشاد الجامعي والدعم النفسي، أن الخسارات الكبيرة تؤدي لحدوث صدمة نفسية أو اضطراب الكرب مابعد الصدمة حين يحصل عجز لشخص ما تعرض لحالة ضرب، أو بتر رجل مايؤثر على مشاعره ومشاعر المحيطين به، وهنا تختلف درجة الدعم المتاحة، والتعامل المباشر طوال فترة التعرض للصدمة لافتا إلى حدوث صدمة عابرة ،ارتكاس ما يختلف عن صدمة متكررة يوميا.
نمط الاستجابة
ومن جملة العوامل التي تساعد على تحديد نمط الاستجابة هي العوامل الوراثية مثل: الاكتئاب، الهلع، صدمة حادة اضطراب الكرب ما بعد الصدمة وهذه جميعها عوامل وراثية، وعوامل فيزيولوجية، منوهاً بوجود عوامل ثانية كنتائج مثل النظام الإدراكي الحسي” المتعلقة بخبراتنا الحياتية السابقة” ولكن بالنتيجة لا يوجد سبب محيط بل عبارة عن أسباب متعددة متداخلة ومتفاعلة، فإذا أخذنا شخصا تعرض لصدمة نفسية كيف يكون دماغ المصدوم نفسيا؟ يقول لطيفة، من الملاحظ هو وجود مناطق حمراء بالدماغ أي خلل بتصوير الدماغ بعد التعرض للصدمات، مشبها الأمر بكأس ماء فيه رواسب طين ومع خض الماء وتحريكه يتغير لون الكأس، وبالتالي هذه الآلية الفيزيولوجية للصدمات هي عبارة عن اهتزاز بالنوافل العصبية الهرمونات بالدماغ يؤدي إلى حدوث عدم توازن فيها.
تأثير الكورتزون
وبين الدكتور لطيفة أن المناطق الأكثر أهمية هي مقدمة القشرة الجبهي “الفص الجبهي، منطقة الحصين بالدماغ أو ما يسمى الجهاز اللمبي أو النواة اللوزية، وهذه المناطق هي المسؤولة عن العواطف والمشاعر والنواحي النفسية، فإذا ما تعرض الشخص لصدمة يصبح لديه خلل،اضطراب،عدم توازن، بالنواقل العصبية، وأن منطقة الفص الجبهي لها علاقة بالمرونة العصبية والاستعداد للإصابة بالاضطرابات النفسية.
وأضاف.. إذا ما تعرض شخص ما لصدمة.. سماع خبر عن قريب أو صديق توفي وهو متعلق به كثيراً، فما الذي يحدث على المستوى الفيزيولوجي على نواحي علم الحياة بالدماغ وجسم الإنسان؟
أول شيء بهذا الجانب يزيد إفراز الكورتزون، وهو عبارة عن هرمون من هرمونات الشدة أو السترس أو الكرب، وبالتالي أول ما يتعرض الإنسان لشدة يجب عليه أن يقاوم وأن يواجه كي لا يتم فيه هروب، ويؤدي إلى فرز هرمونات متعددة أهمها الكورتزون.
ونوه لطيفة أيضاً بالارتفاع الواضح في مستوى “الكاتيكولومينات” في منطقة الغدة النخامية تحت المهاد والكظر، وهذا ما يسمى محور الغدة النخامية منطقة ما تحت المهاد للدماغ وهذا المحور كله يكون سبب التبدلات فيه هو الكورتزون، وبالتالي يصبح لدينا أعراض جسدية، موضحا ان وجود فرز الكورتزون الزائد يؤدي إلى تبدلات بالجينات وهذه ملاحظات جديدة، لأنه حتى الصدمات على المدى الطويل تؤدي إلى حدوث تغيرات جينية وهذه التغيرات تكون مورثات تورث فيما بعد، وبالتالي فإن الشخص الذي تعرض لصدمة كبيرة أدت الى حدوث تبدل بالجينات والمورثات لديه.
التنظيم المناعي
ومن الناحية النفسية فإن الصدمة لها دور في التنظيم المناعي، وفي هذا الجانب كلنا يعلم حال الطالب أثناء الامتحان وما يعتريه من قلق وخوف ما يؤدي إلى زيادة إفراز الكورتزون، الأدرينالين وهرمونات ونواقل عصبية جديدة، مشيراً إلى أن كثيرا من الأطفال عندما يصابون بالتهاب اللوز “رشح، كريب” هو بسبب كورتزون النواقل الذي يساوي خللا في التنظيم المناعي للجسم ونقص مناعته لأن الكورتزون يؤدي إلى سوء بوظيفة الكريات البيضاء المناعية، ما يؤدي إلى أن الجراثيم أو الفيروسات التي كانت بحالة تثبيط الكريات البيض التي تهاجمها فهي تمنحها أن تؤدي إلى حدوث التهاب ما أو إنتان.. فدور التنظيم المناعي أمر مهم جداً حسب رأي الدكتور لطيفة.

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض