عادل عبد الله:
إن عدد الأطفال الفلسطينيين الشهداء، جرّاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بات أكثر من 16 ألف طفل، ويشكلون 44 في المائة من إجمالي عدد الشهداء في القطاع.. إضافة إلى إصابة أكثر من 40 ألف طفل بجروح.. وحسب التقرير عن تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن حوالى 17 ألف طفل في غزة أصبحوا يتامى بعد أن فقدوا والديهم أو أحدهم.
فلا تمر ساعة واحدة إلا ونرى أطفالاً قد ارتقوا شهداءً، أو أُصيبوا إصابات بالغة أو طفيفة، أو يصرخون تحت أنقاض البيوت التي قصفتها الطائرات والمدافع والزوارق البحرية الإسرائيلية، أو يحملهم ذوهم ويسرعون بهم نحو المستشفيات التي أصبحت بقايا.. وفي ظل تلك الأوضاع يجد الأطفال حديثي الولادة أنفسهم في معركة صعبة للبقاء على قيد الحياة.
لقد تأذى أطفال غزة كثيراً بسبب التصعيد “الإسرائيلي” العنيف.. فهذه الحرب ستترك كل طفل فلسطيني لا يعرف من هي العائلة.. فهدفها قتلُ أكبر عدد ممكن، وذلك العدد سيكون من الأطفال، وما تبقى منهم سوف يتركون منعزلين ومنطوين غير متفاعلين مع المجتمع.. إذ أظهرت المعطيات الصحية الصادرة عن اليونيسيف أن نحو 20 ألف طفل ولدوا في ظل العدوان الإسرائيلي منذ اندلاعه على قطاع غزة.
وقد أعلن المفوض العام لوكالة (أونروا) مؤخراً، أنّ عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة، يفوق العدد الذي أُحصي على مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم.. وقال: إنّ “هذه الحرب هي حرب على الأطفال، إنّها حرب على طفولتهم ومستقبلهم”.
لا نعتقد أن أطفالاً في كلّ العالم يعانون كما أطفال فلسطين، خصوصاً في قطاع غزة، فكلّ الحروب لها زمن محدد، حتى لو استغرقت سنوات، كالحربين العالميتين ثم تضع أوزارها، أما الحرب على أرض فلسطين فلم تتوقف، تشتد وتستعر، ولا تخمد أبداً.. فغزة تحوّلت إلى أكبر مقبرة للأطفال والنساء في العالم جرّاء الهجمات الإسرائيلية الوحشية.
الأخطر هو استمرار “إسرائيل” بمجازرها، وكأنّ شيئاً لم يكن على الرغم من قرار التدابير الاحترازية لمحكمة العدل الدولية.. وخضوع المسؤولين الإسرائيليين للمحاسبة عن “قتل الأطفال” في فلسطين..!!
