هرباً من غلاء المطاعم.. امتلاء متنزهات وحدائق دمشق في عطلة عيد الأضحى

الثورة – دمشق – ثورة زينية:

يحاول السوريون الفرح بالعيد ما استطاعوا لذلك سبيلا من خلال التعامل مع الواقع رغم ما يحمل من مرارة العيش والتغلب عليه قدر ما يستطيعون، وأن يغسلوا عن كواهلهم أدران الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة بمظاهر الفرح مهما كانت صعبة المنال.
وفي ظل الظروف الصعبة، تُصبح عادات العيد رمزاً وتأكيداً على أن الحياة تستمر وأن السعادة ممكنة حتى في أحلك الأوقات.
سيران العيد
ومن عادات العيد الجميلة في دمشق أقدم عاصمة مأهولة في تاريخ البشرية الخروج إلى المطاعم والمتنزهات لقضاء أوقات جميلة والاستمتاع بفرحة العيد، ولاسيما تلك العائلات التي قضت وقتاً عصيباً مع أولادها في التحضير للامتحانات ومن ثم خوض غمارها في حالة من التوتر والترقب والتي باتت بأمس الحاجة لقضاء أوقات خارج المنازل للتغلب على هذه المرحلة المتعبة.
وقد شهدت معظم متنزهات وحدائق دمشق ومحيطها إقبالاً واسعاً من السكان للاستمتاع بعطلة عيد الأضحى المبارك، خصوصاً مع ارتفاع أسعار المطاعم بشكل كبير جداً، وتوافدت مئات العائلات إليها من مختلف مناطق العاصمة والضواحي القريبة.
“الثورة” كان لها جولة على المتنزهات في منطقة الربوة والتي تكاد تغص بالأعداد الكبيرة من العائلات التي قصدتها للاحتفاء بمناسبة عيد الأضحى المبارك منذ يومه الأول، وللعلم ترتبط منطقة الربوة منذ القديم بعادات أهل دمشق وعشقهم للطبيعة والتنزه على جنبات بردى والاستمتاع بجوها المعتدل وخاصة في فصلي الربيع والصيف والمتنزهات المنتشرة فيها على طول الطريق تجذب الدمشقيين والمصطافين لزيارتها.. ولذا تعتبر متنزهاتها المقصد الأول لسكان العاصمة نظراً لموقعها القريب جداً من مركز مدينة دمشق.

والتقت عدداً من العائلات التي قصدت المتنزهات الشعبية المنتشرة بشكل كبير في هذه المنطقة المحصورة بين جبلين وتشرف على نهر بردى، فقد أكدوا أن فرحة العيد لا تكتمل من دون (سيران العيد) والهرب من حرارة الصيف إلى هذه المناطق المعتدلة الجميلة، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد حالياً نتيجة الحصار غيرت كثيراً من حساباتهم في المقصد الأفضل لقضاء عطلة العيد ، مضيفين أن المطاعم لم تعد خياراً موجوداً على قائمة ذوي الدخل المحدود كون أسعارها باتت تعادل أضعافاً مضاعفة للدخل الشهري الذي يمكن أن تحصل عليه الأسر التي تعتمد على الوظيفة الحكومية أو الأعمال ذات الأرباح البسيطة، ولذا باتت هذه المتنزهات الشعبية الخيار المتاح لقضاء وقت ممتع والابتهاج بفرحة العيد مع الجميع ولم شمل العائلة والذهاب إلى المنتزهات الشعبية لإعادة نكهة العيد أيام زمان إلى الوقت الحاضر، كما أن الأسعار في المتنزهات مشجعة وتناسب الجميع تقريباً على عكس بعض الأماكن الأخرى.
تحتاج إلى اهتمام
صاحب مطعم في منطقة الربوة أكد أن مقاهي ومطاعم الربوة تستقبل أعداداً كبيرة من الزائرين يومياً خلال أيام العيد بشكل خاص ، حيث تكتظ المطاعم المصنفة بالشعبية التي تسمح للزوار بجلب طعامهم أيام العطل وعلى مدار ساعات النهار، معقباً: (لكن هذه المنطقة بحاجة إلى المزيد من الاهتمام من الجهات المعنية من أجل تأهيلها بشكل أفضل لتضاهي أجمل مناطق الاصطياف، وخاصة أنها تملك المقومات المناخية المناسبة لذلك، فهي بحاجة إلى زيادة التشجير لتعود كما كانت قديماً حيث اشتهرت بكثافة أشجارها التي كانت تشكل مظلات طبيعية تحمي المصطافين من أشعة الشمس).
أسعارها مقبولة
جمعية المطاعم والمقاهي والمتنزهات الشعبية أفادت أن أسعار المتنزهات لا تقارن بأسعار المطاعم؛ لذلك نجد أن ارتياد الناس المتنزهات خلال فترة العيد يكون كثيفاً ومنذ اليوم الأول للعيد حيث بلغت نسبة ارتياد الناس المتنزهات الشعبية 90 %، والسبب- حسب الجمعية- يعود إلى أن المتنزهات والحدائق أسعارها معتدلة وخدماتها جيدة، ويمكن للمواطنين أن يحضروا معهم الطعام والشراب ويدفعوا فقط ثمن ارتياد المتنزه، وهذا يتيح لهم أن يحضروا مستلزمات (سيران العيد) حسب استطاعتهم والإمكانيات المادية المتوافرة بحيث يقضون وقتاً ممتعاً برفقة الأهل والأصدقاء بأقل التكاليف، ومن المعلوم أن معظم الناس باتوا غير قادرين على ارتياد المطاعم بسبب ارتفاع أسعارها.
متنفس مجاني
وبعيداً عن المطاعم والمتنزهات، وعلى اعتبارها المتنفس الوحيد والمجاني وكون الوصول إليها سهلاً هناك عائلات اختارت الذهاب إلى الحدائق العامة في العاصمة مفترشة مساحاتها الخضراء وممارسة طقوس الفرح بالعيد في جنباتها المفعمة بضوضاء المدينة.
وكانت مديرية الحدائق في محافظة دمشق جهزت 177 حديقة بدورات المياه والألعاب لاستقبال الناس في فترة العيد وخارج فترة العيد من الساعة السابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة مساءً والدخول إليها مجاناً.

ذاكرة السوريين لا تزل نشطة وهم يحاولون النهوض من جديد، يسترجعون الذكريات الجميلة على إيقاع الغلاء الذي حل بهم وغيبهم عن ممارسة طقوس وعادات اعتادوا على القيام بها، إلا أن إرادة الحياة والتمتع بأقل الموجود سمة قد لا تتوافر سوى هنا في بلادنا.

آخر الأخبار
"الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات