الثورة – آنا عزيز الخضر:
مسرحية “ثوب العيد” بعروضها المتألقة في مسرح العرائس جذبت جمهور الأطفال بشكل خاص ولافت.. النص تأليف الكاتبة فاتن ديركي وأخرجه نديم سليمان.
يتناول العرض قصة “ليلى” الطفلة، التي حزنت على “همسة” صديقتها، لأنها لم تستطع شراء ثوب العيد بسبب الظروف المادية القاسية.. عرض “ثوب العيد” فيه من الواقع الكثير، وقد طرح أفكاراً تقارب الواقع المادي الصعب، ويعلّم الطفل الإحساس بالآخرين والتعاطف معهم، وركز على قيمة إنسانية على غاية من الأهمية، هي أن نحمل الرحمة والمحبة تجاه بعضنا البعض، وأن نملك مشاعر تشاركية وروحا جماعية متآلفة مع الآخرين، فحمل بين سطوره دعوة أخرى بأن تكون السعادة من نصيب الجميع، وأن نتمنى الفرح للآخرين كما نتمنى لأنفسنا.. كذلك يلفت العرض إلى مسألة أهمية الالتزام بنصائح الأهل، حماية للطفل من الأذى.
يهدف العمل من جهة ثانية إلى تعزيز قيم الخير والوفاء.. كل تلك الأفكار تم مسرحتها عبر مسرح الدمى، وهو مسرح صديق دائم لعالم الطفولة، ومفرداته تجعله مقرباً من ذهنية الطفل، فهو يبث الحياة في الدمية، ويجعلها مليئة بالحيوية، تلعب تتحرك وتتحدث كشخصية حقيقية، تشدّ الطفل بشكل كبير إلى عالمها وأفكارها وتجذبه إليها، خصوصا بوجود تلك الأغاني التي حملت مقولات جميلة ومفاهيم راقية، أضفت الحيوية على أجواء العرض..
حول العرض وعوالمه ولغته الخاصة تحدثت الكاتبة فاتن ديركي قائلة: العمل موجه للأطفال في المرحلة العمرية المبكرة وهو يحمل مضامين تربوية أخلاقية تحث على فعل الخير ومساعدة الناس لإدخال السعادة إلى قلوبهم وتحذر من الكذب والطمع مبينة عواقبهما السيئة.
أيضاً العمل يوجه الطفل نحو ضرورة العمل بتوجيهات الوالدين وعدم معصيتهما كي لا يتعرض للأذى.. وعزز العرض دور الراوي وهو الفنان القدير جمال نصار الذي قام بحضوره اللطيف بخلق حوار تفاعلي مع الأطفال لحث الأطفال على المشاركة في النقاش والحوار وتقييم أفعال الأبطال في العرض وهذا ما يعطي العرض قيمة مضافة تكمن في تعزيز الفائدة والرسالة الموجهة.