يتوافدون إلى عالمهم يملؤهم الحب والأمل، يرسمون على خطا أحلامهم مستقبلاً يتأرجح ما بين الواقع والخيال، ولكنهم في النهاية يحصدون حباً وفرحاً يكون زادهم للقادم من الأيام.
ففي كل عام تسعى وزارة الثقافة عبر مديرية المسارح والموسيقا إلى إقامة تظاهرة تحمل عنوان” فرح الطفولة ” مستثمرة مناسبة الأعياد لتصنع من المسرح عيداً آخر يحتضن الأطفال ويزرع الابتسامة في قلوبهم في ظروف هي استثنائية بكل ما تحمله من تحديات، إيماناً ويقيناً منهم بأن الأطفال هم عماد مستقبل البلاد وأملها الواعد.
ولايختلف اثنان حول دور المسرح في صقل وتهذيب النفوس والارتقاء بالذائقة اللغوية والجمالية والمشاركة الجماعية في المشاعر والتفاعل مع ظواهر الخير والقيم ونبذ الشر وكل ما من شأنه أن يسيىء للآخر.
فكثيرة هي القيم التي يمكن أن نبثها على خشبة المسرح عبر قصص وحكايات تلامس شغاف قلب الطفل وتدخل إلى روحه لأنها تحكي بلسانه وتعبر عن أحلامه وتطلعاته بعيداً عن الصفحات الافتراضية التي تقذف به إلى عالم اللا واقع واللا قيم.
ومن هنا تأتي مسؤولية النهوض بمسرح الطفل والعمل على تطويره ليكون المساحة الآمنة التي تجذب الطفل في غير هدف، وليس آخرها استثمار المواهب ورعايتها وتكريس قيم المحبة والانتماء للوطن وقيم الخير والإيثار والتسامح من أجل الأفضل.
فمن واكب العروض المسرحية التي أقيمت في غير محافظة وهذا الإقبال اللافت من الأطفال يدرك كم هي معبرة تلك المقولة التي أطلقها مارك توين يوماً “قلوبنا بسيطة جداً، لو زارتنا الفرحة تنسى كل لحظة ذاقت فيها الألم “.
أطفالنا يليق بهم الفرح، فلنصنع لهم عالماً من الفرح والحب والأمل.

السابق