الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
هل للإبداع تصنيفات أنثوية أو ذكورية؟
وهل يستمد المرء إبداعه من فكره أو النوع الذي ينتمي إليه…؟
لعل الإبداع أهم صفة يتمتع بها العقل البشري، ولكن علمياً هل للجينات الأنثوية أو الذكورية علاقة، أو أن البيئة وطريقة تكوين الفرد وموهبته هي الملهمة.
النساء اللواتي اختط قلمهن إبداعاً لا ينسى ألم يثبت إبداعهن العابر للزمن أنهن يتحلين بالعمق والشاعرية وأن الابداع لا علاقة له بجنس المبدع، لاعتماده على الذكاء والموهبة، فالقدرة على الابتكار في مختلف المجالات تأتي عن طريق التعليم والخبرة والتفاعلات مع البيئة، لكن يمكن الحديث عن الهوية الذاتية للمبدعة والحس الجمالي والمعرفي الذي تتمتع به الكاتبة، وماهية الأسئلة الإشكالية التي تجيب عنها وإن من التجذر بقوة في عالم المبدعين…؟
إن علاقة المرأة بالإبداع أثبتت تفوقها وتمكنت من الخوض في مختلف الإشكالات المعرفية وهي فاعلة ومنتجة للخطاب الإبداعي بشتى أشكاله وفرضت حضورا مهماً، لكن اليوم لم يعد لهذه الملامح الأولوية لأن تكوينات العالم المعرفي والمشهد الثقافي تبدلت.
لقد تغيرت أشكال ومفاهيم الإبداع وطريقة التعاطي مع عوالمه، مع كل هذا الضخ البصري لم يعد الإبداع بمفهومه المعتاد وإشكالياته المعرفية التي كان يطرحها بعمق وفرادة هي سيدة الموقف، وبدلاً من التعايش مع مفهوم تأنيث الإبداع بتنا نتعايش مع تسليع الإبداع بكل مخاطره التي تسطح التعاطي مع المرأة وتنمطها ضمن قوالب إعلانية غير قادرة على تخطيها.
ما نحتاجه اليوم بعيداً عن التصنيفات الاهتمام بدراسة وتحليل عملية الإبداع وكيفية تعزيز طبيعتها في هذا العصر التكنولوجي وكيف يمكن لنا أن نطفو فوق المحيط بعوالمه المعيقة حتى لا تغرقنا…!
العدد 1194 – 25 -6-2024