الملحق الثقافي- فاطمة نور الدين:
إن تأنيث المشهد الثقافي والإبداعي حاجة ملحة، ولا بدّ منه، فكيف يمكن لنا أن نبدع أو نبحر في عالم الخيال إذا لم يكن هناك طرف أنثوي يمسكنا من أيدينا ويحملنا على الإبداع أو يكون هو البحر الذي يروي حقول الشعر والرواية ويستقي الجمال من حيث ما كان؟..
هذا سؤال لربما في رأيي ليس بمحله..
كيف لنا أن نفصل بين الإبداع والأنثى؟
كيف لنا أن نقول مجازاً هل كان للأنثى دور إبداعي في هذه الحياة؟ كيف لا والحياة أنثى والشمس أنثى والأم أنثى والأرض أنثى..
فكم من شاعرة أثبتت جدارتها ووقفت بكل عز وشموخ بين خيوط ودفقان الشعر..
فها هي الخنساء بنت عمرو التي أبدعت في شعرها قبل الإسلام وبعده..
وولادة بنت المستكفي وكم وكم..
كم من كاتبة كانت رمزاً وشعلة تضيء الدرب للآخرين وتحمل راية الإبداع وهي على خط واحد مع قوافل الكُتَّاب المتتابعة..
أحلام مستغانمي الجزائرية الأصل
مي زيادة
غادة السّمان.. والكثير الكثير الكثير..
وكم من شعراء لم تتأجج نيران الشعر وتتناثر شظاياه
دونما امرأة كقيس بن الملوح الذي لولا عشقه وشغفه لليلى لربما لم يولد الشعر الذي قاله..
وابن زيدون ونزار قباني الشاعر السوري المعاصر والذي لقب بشاعر المرأة
فالإبداع مرتبط ارتباطاّ تاماً بالمرأة، ملهمة الشعراء والكتاب، ومنهن كثر اللواتي حملن شعار الإبداع ووقفن يداً واحدة في صفوف الإبداع والمبدعين.
العدد 1194 – 25 -6-2024