الثورة – رزان أحمد:
بدأت العطلة الصيفية مع انتهاء العام الدراسي لأبنائنا الطلبة بعد مدة زمنية من المتابعة والدراسة والمذاكرة والامتحانات والالتزام الأسري تجاه الأبناء.. وانشغال الأم والأب بتوفير كل ما يلزم لإكمال العملية التربوية والاجتماعية.
وما بين الراحة واللعب والنشاطات البناءة هناك تفاوت بين طفل وآخر وما بين أسرة وأخرى، قد يظن البعض أن العطلة فرصة للعب المستمر وقضاء أوقات مع الأصدقاء والأقارب أو فرصة للسفر والتمتع بممارسة رياضات معينة وهوايات مختلفة.
وحتى لا تضيع قيمة العطلة كان لابد من مساعدة الأسرة والأمهات بكيفية استثمار هذه العطلة بالشكل الأمثل والعمل المثمر وبناء شخصية الطفل وترميم كل ما قد نقص خلال عام مضى.
يؤكد المعنيون من الخبراء والاختصاصيين التربويين أنه في البداية نحتاج لوضع استراتيجية بسيطة منسجمة مع وضع الأسرة والوقت المتاح للأم لمرافقة أطفالها ومشاركتهم أنشطة أساسية الغاية منها الفائدة والاستمتاع، وعلى كلا الأبوين المعرفة القريبة من مهارات الطفل وميوله وما الأشياء التي يحبها ويريدها فالوقوف هنا أمر ضروري ومهم للتنسيق مابين الأهواء والميول والعمل على تنفيذه، ويجب تعويد الطفل للشعور بقيمة الوقت في الحياة وقيمة المدة المتاحة له وكيفية استثمارها الأمثل.
فتسجيل الطفل في النوادي الصيفية أمر هام وهادف ومساعد لإشعال الطفل وقضاء وقت مفيد وممتع بين الرسم والسباحة والفن والغناء وممارسة هوايات يجد نفسه فيها، فوزارة التربية وضمن خططها الهادفة افتتحت نوادي مدرسية تراعي جميع الأنشطة والهوايات، وتراعي إعطاء دروس تقوية واطلاع على مناهج السنين القادمة التي نجح وانتقل الطفل إليها، وهنا يبقى الطفل ضمن نفس الإطار الذي تعود عليه من رفاق وأصدقاء ولن يشعر بالاستغراب حتى لو كان وحده وبعمر صغير.
كما أن مساعدة الأهل بذلك ومراقبتهم الدائمة يصقل شخصيته ويعطيه ثقة كبيرة بنفسه ووجوده .فمجتمعنا السوري يمتلك المؤسسات والمنظمات التي ترعى الطفولة وتتابع عملها التربوي والتنموي إلى جانب بعض المؤسسات والجمعيات المهتمة بهم.
لن ننسى في هذا الإطار الدور الرائد لمنظمة طلائع البعث وشبيبة الثورة الأوائل في تنمية الشعور وحس الانتماء الوطني من خلال جملة الأنشطة والمعسكرات البناءة ودعمها للمبدعين ومبادئها الهادفة التي خرجت أجيالاً واعدة.
نحن بحاجة للمتابعة وأخذ الوقت الكافي برعاية أبنائنا الطلبة ومساعدتهم بقضاء أجمل الأوقات مع إخوتهم وأقرانهم وسط محيط مجتمعهم ..لكن بالتنمية والتربية والفائدة المعطاة، فالرجوع للمدرسة يكون بطريقة سلسة ومريحة للأهل وللمدرسين، ولن نشعر بهذا البعد الكبير للعطلة بل ننتقل لعام دراسي جديد بهدوء وشغف ومحبة.
