“الذهب” ومرحلة الربط الإلكتروني.. الإدارة الضريبية: تنظيم العمل وتبويبه بشكل حضاري.. نقابة الصاغة: طبيعة عملنا مختلفة وتحتاج مرونة خاصّة
الثورة- تحقيق مازن جلال خيربك:
لم يكن التوافق عنوان الموقف بين الصاغة والإدارة الضريبية يوم باشرت هذه الأخيرة تطبيق الربط الإلكتروني على مبيعات الصاغة وأعمالهم، كما كل القطاعات الاقتصادية في البلاد، والتي كان آخرها الأجهزة والأدوات الكهربائية المنزلية، بحيث تستوفى الضريبة على كل قطعة حلي مباعة بشكل مباشر ودون انتظار، وفقاً للقانون رقم 15 لعام 2024 (المُعَدِّل للمرسوم التشريعي رقم 11 لعام 2015)، والذي أصبح نافذاً في الأول من حزيران من العام الجاري.
هواجس الصاغة
الصاغة عبّروا عن توليفة من الهواجس يومها تتلخص بمسألة خصوصية العمل لديهم، وما يعنيه ذلك من عمليات استبدال وإرجاع وضرورة الموافقة على ذلك، كون شريحة زبائنهم تتطلب ذلك، ولا يملكون إلا الموافقة تلافياً لخسارة الزبون، في حين أن الرسم المستوفى يكون قد تلاشى أو أطفئ مباشرة حال سداده ما يعني عدم قبول الزبون لهذا الأمر وبالتالي فالنتيجة الحتمية هي خسارة الصائغ صاحب المحل لزبون.
تنظيم العمل
مصادر في الإدارة الضريبية أكدت لـ”الثورة” أن القضية أبسط من ذلك بكثير بالنظر إلى أن المسألة تعني قبل كل شيء تنظيم العمل وتبويبه وفهرسته بشكل منظّم تماماً وحضاري ويعكس دقة العمل، مبينة أنه تم الإيضاح، وفي أكثر من مناسبة آلية هذا الاستيفاء والحرص على مصالح الصاغة والمواطنين كذلك، لجهة أن استيفاء رسم الإنفاق الاستهلاكي على الحلي الذهبية الخالصة والمصنوعات الذهبية والمعادن الثمينة الأخرى ومصنوعاتها عند عملية البيع، بعد صدور القانون رقم /15/ لعام 2024 (والذي أصبح نافذاً اعتباراً من 1/6/2024) أصبح يتم عند البيع إلى المستهلك النهائي وبنسبة 1% من القيمة الإجمالية للفاتورة (والتي تشمل فيما أوردته إجمالاً على قيمة المعدن الثمين+ أجور الصياغة)، بحيث يستوفيه البائع من الزبون دون أي إضافات، يُضاف إلى ما سبق، فإن إثبات قيمة الرسم المستوفى يتم على الفاتورة أصولاً، كما تنهض أمام الزبون إمكانية التأكد من القيمة الإجمالية للفاتورة من خلال قراءة رمز الاستجابة السريع (QR) باستخدام تطبيق “فاتورتك حقك”، ولا يغيب عن الذهن أن رسم الإنفاق الاستهلاكي المحدد بنسبة 1% لا يظهر على التطبيق وإنما يظهر فقط في نهاية الفاتورة التي يسلمها البائع للمستهلك (أي الزبون الشاري).
تطبيق خاص بالصاغة
المصادر بيّنت أن البرامج المحاسبية الالكترونية المعتمدة لمسك السجلات وإصدار الفواتير وفق المعايير والضوابط المحددة من قبلها قد أصبح عددها 65 برنامجا محاسبيا تناسب كل أنظمة التشغيل، وذلك بهدف تخفيض التكاليف اللوجستية لعملية الربط الإلكتروني بالنسبة لبعض المكلفين الذين لا تتوفر لديهم تجهيزات حاسوبية وليس لديهم الإمكانية لتأمينها حالياً، ناهيك عن تطبيق موبايل مجاني خاص بمهنة الصاغة يمكن تحميله من موقع الهيئة العامة للضرائب والرسوم، لافتة الى أنها سبق وذكّرت في مناسبات عديدة المكلفين بتحصيل وتوريد رسم الإنفاق الاستهلاكي إلى الإدارة الضريبية، ذكّرتهم بضرورة إصدار الفواتير وفق منظومة الربط الإلكتروني وتسليمها للزبون متضمنة هذا الرسم.
فاتورة شاملة
مصادر الإدارة الضريبية شددت على ضرورة وأهمية طلب المستهلكين (أي المشترين وفق مصطلح الإدارة الضريبية) للفاتورة عند كل عملية شراء وذلك لغرض التأكد من أن رسم الإنفاق الاستهلاكي من مشتملاتها، بحيث يمكنهم التأكد من توريد هذا الرسم المدفوع من قبلهم عبر الصائغ البائع إلى الإدارة الضريبية من خلال قراءة رمز الاستجابة السريع (QR) عبر تطبيق “فاتورتك حقك”.
مبادرات نقابة الصاغة
من جانبه قال نقيب الصاغة غسان جزماتي لـ”الثورة” أن النقابة بادرت وبشكل مباشر الى جمع الصيّاغ وتجار الذهب وباعتِهِ بشكل مجموعات، وذلك ضمن لقاءات متواترة وبشكل جماعي لمن تمكّن من الحضور، بالتوازي مع تقديم الاستفسارات لكل من لم يتمكن من حضور أي من هذه الفعاليات التي تم خلالها التعريف بمسألة الربط الإلكتروني مع الإدارة الضريبية وآلية التعامل معه (أي مع الربط الإلكتروني)، إلى جانب تعريفهم بكل ما أوضحته الهيئة العامة للضرائب والرسوم في هذا الإطار.
لقاء ثنائي عام
يضاف إلى ما سبق- بحسب نقيب الصاغة- واتساقاً مع جهود الهيئة في التعريف بالقانون وتأطيراً لكل ما طرحه الصاغة من هواجس وتساؤلات متعلقة بهذه الآلية وطريقة تطبيقها والتعامل معها، فقد تم ترتيب لقاء للصاغة وتجار الذهب وباعته مع المدير العام للهيئة العامة للضرائب والرسوم (معاون وزير المالية لشؤون السياسات المالية حاليا) منذر ونّوس تمت خلاله مناقشة جلّ النواحي التي تشكل نقاطا غير مفهومة للمعنيين بهذه الآلية من العاملين في مهنة الصياغة، إلى جانب دراسة أفضل السبل للتعامل مع آلية الربط الإلكتروني تأسيساً على ما طرحه الصاغة من نقاط خلافية تؤثر على عملهم –وفقاً لوجهة نظرهم وتعبيرهم-، مبيناً أن كل النواحي المتعلقة بهذه المسألة قد طُرحت على بساط البحث بين الطرفين بحيث طرح كل منهما وجهة نظره وحججه أمام الآخر للوصول إلى حل.
العدالة الضريبية
وبحسب نقيب الصاغة فإن العدالة الضريبية أيضا تتحقق عندما تُفرض مسألة الربط الالكتروني على محال المفرق، بمعنى أن تاجر الذهب أو بائع المفرق إن باع أية كمية من المصوغات أو أي قطعة ذهبية فإنه يدفع عنها ضريبة وان لم يبع فإن ذلك شيء لا يدفع شيئاً، ناهيك بالطبع عن مسألة النسبة البالغة 1% لرسم الإنفاق الاستهلاكي المقرر.
وعاء الثروة الوطنية
جزماتي أكد أن الصاغة كانوا وما يزالون الوعاء الحافظ للثروة القومية الوطنية لسورية والأمناء عليها، مشدداً على أن الصاغة بكافة أطياف المهنة ملتزمون تمام الالتزام بكل ما فيه مصلحة الخزينة العامة للدولة وكل ما فيه الصالح العام، مذكّرا بما بادرت إليه نقابة الصاغة من حفاظ على كميات الذهب أثناء الإعداد وإقرار عملية نقل الذهب من القامشلي إلى دمشق بشكل خام، وإعادته على شكل ذهب مُصاغ بنفس الوزن والعيار.
بالنتيجة
نتيجة الأمر مهما كانت لا بد أنها جيدة ما دامت متوافقة مع الصالح العام وضامنة له ومستوعبة لأبعاده، خاصةً وأن المرحلة الحالية عنوانها في كل الاقتصاد الدفع والربط الإلكتروني، ولكن حسب خصوصية كل مهنة وكل قطاع.