يُدخل جيش الاحتلال الصهيوني يومياً وسائل موت جديدة ضد الفلسطينيين في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يواصلها في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نحو تسعة أشهر، ضارباً عرض الحائط بكل قوانين الحروب وشرائعها، ومتفرداً بصفات الإجرام والإرهاب والوحشية ويؤيده في ذلك حكومات الغرب وإداراته التي تتسابق في الإعلان عن دعمها لهذا الكيان الطارئ على تاريخ منطقتنا وجغرافيتها.
جيش العدو اليوم يرتكب أفظع جريمة بالتاريخ بحق أصحاب الأرض الحقيقيين، أمام مرأى ومسمع دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في واشنطن ولندن وباريس وغيرها.
فإلى جانب وسائل القتل والدمار الإسرائيلية منها والأميركية والأوروبية، والتجويع والحرمان من المياه والدواء، وتدمير المستشفيات والمراكز الطبية يستخدم جيش العدو اليوم المعتقلين الفلسطينيين المدنيين دروعاً بشرية أثناء القتال للدخول إلى المنازل الفلسطينية وأنفاق المقاومة، بشكل يخالف كل قوانين الحروب والقوانين الإنسانية، وهو ما يعد جريمة حرب مكتملة الأركان يعاقب عليها القانون.
وما أظهرته مقاطع الفيديو التي سربها القتلة المجرمين لمعتقلين فلسطينيين بعد أن تم تجريدهم من ملابسهم وإجلاسهم على مقدمات السيارات العسكرية الملتهبة، أو إلباسهم لباس عسكري وإجبارهم على الدخول أمام قوات العدو إلى المنازل المدمرة والأنفاق وهم مربوطون بحبال ومثبتة على أجسادهم كاميرات، وذلك في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، هذا الأمر يمثل أكبر جريمة بحق الإنسانية وتستوجب الإدانة والرفض من جميع الحكومات والمنظمات الحقوقية والقانونية ومؤسسات المجتمع الدولي.
ولم يكتفِ جنود الاحتلال بجريمتهم هذه، بل هم يوثقونها بالصوت والصورة وينشرونها متبجحين بفعلتهم القذرة التي لا تمت للبشرية ولا للحضارة، التي “قيل يوماً من الأيام من قبل الغرب بأن إسرائيل تمثل واحة لها وسط الهمجية”، فهل رأى الرئيس الأميركي جو بايدن ومعه دعاة الحضارة في الغرب همجية ووحشية أكثر من همجية ووحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال جوعاً ويدمر المنازل على رؤوس ساكنيها والمستشفيات على المرضى والجرحى، ويستخدم المعتقلين والأسرى دروعاً بشرية”.