الثورة- حسين صقر:
ينتقد كل منا المجتمع الشرقي ويقول: إنه مجتمع ذكوري، في الوقت الذي تراه من دون أي جهد أو عناء أنه نفسه يميل إلى الذكر وفي كل شيء، والحديث عن الأفراد وليس المؤسسات، مع أن الأخيرة وفي أحيان كثيرة تحاول إبعاد الأنثى عن بعض ساحات ومفاصل العمل، وتقول: إن تلك أنثى أو أم أو فتاة ولا يناسبها هذا العمل.
والحقيقة ثمة أعمال فعلاً لا تناسب الجنس اللطيف، ولاسيما إذا كان لها علاقة بالجهد العضلي أو الأعمال المجهدة، ومن هذا المنطلق يبدأ التمييز وتذهب الجندرة على هذا الصعيد في رحلة طويلة، ثم تلتف لتعود إلى ذات النقطة.
يكملان بعضهما
«الثورة» التقت بعض الأشخاص من الجنسين واستطلعت آراءهم حول موضوع التمييز بين الشاب والفتاة في المنزل، وقال حسن عليان وهو والد لأربعة أولاد ذكور: أنا لم أُرزق بفتيات، ومنَّ الله علي سبحانه بأربعة شبان، وكنت بقرارة نفسي أتمنى لو كان بينهم بنت، لكن قدر الله وما شاء فعل، وأستغرب ممن يميزون الجنسين عن بعضهم، ويميلون للذكور، مع أن وجود الفتاة في المنزل رحمة لوالديها، وخاصة عندما يكبرا ويطعنا في السن، عندها يشعرون بحاجة وجود فتاة في المنزل، فضلاً عن أن وجودها يضفي للحياة معنى مختلفاً، وقد يُشعر أخوتها بالخجل من بعض التصرفات والسلوكيات التي يمارسونها كشبان، حيث تضيف بعضهن أجواء من الفرح والسعادة على الأجواء في العائلة، وغير ذلك يكمل الجنسان بعضهما في هذه الحياة.
كمال هادي أوضح أنه لا يميز بين الجنسين، وهو والد لخمسة بينهم فتاتان، ولكنه يحبذ أن يكون الولد البكر ذكراً، إذ حسب زعمه تتغير حياته ووضعه بين الناس والمجتمع، ويأتي هذا الولد كسند من أول العمر، بدل أن يأتي وهو في سنوات متقدمة، ويكون فارق السنوات بينهما كبيراً، يتعايش معه بدل أن يتفاعل، ويساهم هذا الولد بمساعدة والده بدل الاتكال عليه في وقت لا يستطيع الأب تلبية نداء ولده الذي جاء إلى الحياة متأخراً، وأوضح فقط، أحبذ ولا أميز، فالحياة لا تكتمل بجنس دون الآخر، وتكون حياة الأسرة ناقصة دون أحدهما.
تربية الفتاة أسهل بكثير!!
السيدة «ن. ش» قالت: بالنسبة لي أفضل البنات أكتر من الصبية، معللة بأنها حُرمت من الأخوات، مع أنها تحب أخيها كثيراً وبناتها، حيث لم ترزق بأبناء ذكور، ونوهت أن رأيها بالتأكيد لا ينطبق على الآخرين، لكن زوجة أخيها وابنة خالتها مثلاً تحبان الجنسين ولا تميزان بينهما، وفي ذات الوقت تفضلان أن يكون الولد الأول بنتاً، لأنها أهدأ وأمرن، ومن يأتي بعدها سوف يتأثر بطبعها، أي يمكن أن تكون قدوة لأخوتها، ولاسيما إذا كانوا ذكوراً.
الشاب قد يغير وضع أسرته
«ح.ص» أوضح أنه يميل للذكور أكثر من الإناث، لأن لديه أربع أخوات يكبرنه سناً، ويقول لو كان الولد الأول عند والده شاباً لتغير وضعه بين أقرانه وأصدقائه، وربما تقاعد مبكراً عن العمل الذي كان يزاوله، لأن شاباً سوف يسعفه ويعينه على متطلبات الحياة، ولهذا لا يفضل الإناث أكثر، مع أنه يحب وجودهم في المنزل، لكنه يردف قائلاً: همهم كبير وللممات..
رأي علم النفس
الاختصاصية النفسية شذا معصراني تقول في هذا السياق: أن العلاقات والأدوار الاجتماعية والقيم التي يحددها المجتمع لكل من المرأة والرجل تتغير وفقًا لتغير المكان والزمان، وذلك لتداخلها وتشابكها مع العلاقات الاجتماعية الأخرى مثل: الدين والطبقة الاجتماعية والعادات والتقاليد والعرق والبيئة والثقافة والإعلام.
لكن يأتي البعض ليميز بين الجنسين بناء على ظروف وأحداث خاصة، لا تنطبق سوى عليه وحده، والمجتمع بشكل عام ميز بين الجنسين لتسهيل الأداء وليس بهدف إثارة أي نوع من الحساسية أو الخلاف، لأن لكل من المرأة والرجل دوراً يلعبه ويمارسه أو يقوم به، ولا يمكن لجنس أن يقوم بمهام الآخر، ما خلا بعض المهمات الإدارية والوظيفية التي يتم تكليف كل منهما بها.