الثورة – حسين صقر:
بتنا اليوم بحاجة لكلمة طيبة تريح الأعصاب، وتهدئ النفس، بعد كل الشائعات والأصوات التي تنبعث من خلف الشاشات بهدف إثارة الفتن والفوضى، وإشاعة الخوف بين الناس.
فهنا من كانوا جيراني من كل المحافظات، لم تنقطع اتصالاتهم معي، ليسألوني عن حالي وأحوالي ومعرفة أخباري، وأين أضحى أبنائي وهل أتموا دراستهم، وماذا يفعلون وعن ولدي الغائب يسألون.
هذا من دير الزور وآخر من الرقة وثالث من الحسكة، ورابع من درعا، وخامس وسادس وسابع من اللاذقية، وطرطوس، وإدلب، وحلب، وحماة، وحمص، ودمشق وريفها، والقنيطرة، وأنا من السويداء..
بهذه الكلمات جاد لسان العم محمد فؤاد عز الدين الذي يقطن في أشرفية صحنايا، والدموع تنهمر من عينيه، وهو يقول متسائلاً: هل هؤلاء هم السوريون الذين عرفوا بمحبتهم لبعضهم، وعرفوا بكرمهم وجودهم وأخلاقهم، متحابين، وأردف إن ما يحصل اليوم مجرد غيمة وسوف تنقشع بإذن الله.
وقال عز الدين: مع كل أسف شهدنا ما حصل في محافظة السويداء، ولكن لابد من العودة إلى صوت العقل والرجوع إلى لغة الحوار والتفاهم، وما بعض التجاوزات الفردية التي حصلت من بعض الأشخاص، سواء ممن خرجوا عن القانون، أم من يقاتل معهم، إلا تعبيراً عن أخلاقهم وتربيتهم، ولكن لن نقول إلا ما يرضي الله.
وأشار عز الدين إلى أن الحياة في أشرفية صحنايا طبيعية والحركة كما ترى، إذ يتحدى الناس الشائعات، لأن سوريا للجميع ولا يمكن لطائفة أو شريحة أن تلغي الأخرى، ولا حتى الدول تلغي الأمم، ولاسيما إذا كان امتدادها بهذا المعنى الواسع.
بين أهلي وإخوتي
من جهته نجم الصالح صاحب محل خضراوات، من أهالي سبينة، ومقيم في أشرفية صحنايا منذ عشر سنوات قال: أنا لا أشعر بأنني من خارج هذه البلدة، فعندما جئنا إلى هنا نتيجة الحرب، استقبلني هؤلاء الناس، وقضوا حاجتي وشجعوني على العمل، وافتتحت محلاً لأعتاش منه وأسرتي، وعلاقتي بمن حولي كانت مميزة وعوضتني عن أهلي الذين توزعوا في محافظات ومدن أخرى.
وأشار إلى أنهم في هذه البلدة إخوة متحابين، وما يحصل اليوم في محافظة السويداء لن يؤثر على عيشنا المشترك هنا، لأن الأحداث هناك سوف تنتهي، حيث لكل شيء نهاية، ونرجو من الله عز وجل أن يعم الأمن والأمان في ربوع البلاد قاطبة.
معاً لوأد الفتنة
بدوره المحامي رضوان قصوعة قال: إن ما تنشره الصفحات التي تدار من الخارج يهدف لإثارة البلبلة وإشاعة الخوف والكراهية بين الناس، في الوقت الذي يجب فيه أن نرفض تلك المنشورات والفيديوهات المتداولة وأن نبلغ عنها ولا نتفاعل معها، وإذا كان هناك من تعليق فقط لإخماد نار الفتن والفوضى.
وأهاب بالمثقفين والعقلاء ليأخذوا دورهم لمواجهة ودحض الشائعات التي تتسبب بالفوضى والاقتتال الذي لو بدأ لا قدر الله سوف يأتي على كل شيء، والحريق إذا اشتعل فهو أعمى لن يميز بين أحد.